الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
والجواب يستفاد مما سبق من الفرق بين معنيى الوجود الرابطي وان أحدهما وهو الوجود الذي في الهليات المركبة غير الاخر وهو وجود الاعراض والصور الحالة وان قولنا وجود ج مثلا هو بعينه وجوده لب معناه غير معنى قولنا وجود ج في نفسه هو انه موجود لب وان ج في الأول لا بد وأن يكون من الأمور الموجودة في أنفسها لا بالعرض بخلاف الثاني (1) ومن لم يحصل الفرق بين المعنيين تحير بل ربما يسلم الفساد اللازم والتزم ومن حقق الامر يعرف انه قد يكون الشئ ممتنع الوجود في نفسه بحسب الأعيان ممكن الوجود الرابطي بالقياس إلى الغير ومن هاهنا أيضا نشأت الشبهة التي أوردها طائفه من أهل الشغب والجدال على المحصلين من الفلاسفة العظام وهي انه إذا لم يكن للامكان صوره في الأعيان لم يكن الممكن ممكنا الا في الأذهان وفي اعتبار العقل فقط لا في الأعيان فيلزم ان يكون الممكن في الخارج اما ممتنعا أو واجبا لعدم خروج شئ عن المنفصلة الحقيقية ولك ان تدفعها بما تحصلت انه لا يلزم من صدق الحكم على الشئ بمفهوم بحسب الأعيان ان يكون ذلك المفهوم واقعا في الأعيان.
وأيضا يجرى هذا الاحتجاج في الامتناع وليس لامتناع الممتنع صوره في الأعيان فالحل ما ذكرناه تصالح اتفاقي (2) ان ما اشتهر من الحكماء المشائين اتباع المعلم الأول من الحكم بوجود هذه المعاني العامة كالجوب والامكان والعلية

(1) فان قوله موجوديته مشتق من الوجود الرابط اي ووجوده حينئذ ليس الا النسبة والحاصل انه قد يكون للصفة وجود كالبياض ثم ينضم اليه وجود رابطيا لموضوع وقد يكون له وجود سوى الوجود الرابط الذي يكون في كل محمول بما هو محمول كما في العمى فوجودها في الأول تعبير عن مثل وجود البياض في نفسه وفي الثاني عن مثل الوجود الرابط للبياض والعمى حين كونها محمولين في القضية فقوله موجود في الثاني بدل كائن من كان الناقصة التي هي من الأدوات عندهم س ره (2) قد أوقع المصالحة بين الفريقين بان مراد الأقدمين من كون الامكان و نحوه معدوما انما هو بحسب الوجود في نفسه اي الوجود الرابطي الذي هو مفاد كان التامة ومراد اتباع المعلم الأول من كونه موجودا انما هو بحسب الوجود الرابط اي مفاد كان الناقصة س ره
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست