نعم.. لماذا لا يكون ذلك كله قرينة على إرادة المقتولة ظلما من كلمة (الشهيدة)؟!.
ولماذا لا تكون كل الأحاديث التي تتحدث عن الشهادة بمعنى القتل في سبيل الله، حتى لقد أصبحت هي المقصودة في العرف الشرعي، قرينة على إرادة خصوص هذا المعنى دون غيره؟!..
7 - إن كون موقع الشهادة على الأمة أعظم من موقع الشهادة بمعنى القتل، لا يعني عدم حصول القتل أيضا، ولا يعني ذلك: ان لا يتحدث النبي والأئمة عن الاستشهاد بهذا المعنى.
8 - إن الحديث عن مقام الاستشهاد بمعنى القتل قد ورد في ما يرتبط بالإمام الحسين (عليه السلام) أيضا. مع أن الحسين (عليه السلام) شاهد على الأمة في يوم القيامة، كما أنه شهيد مقتول في سبيل الله.. فلماذا لا يصرف الأحاديث التي تحدثت عن قتله شهيدا عن معناها ليصبح المراد بها الشهادة على الناس ويجعل الآيات المذكورة شاهدا على ذلك؟!.
9 - إن الحديث عن استشهادهم عليهم السلام مقتولين. هو حاجة للأمة تماما كما هو الحديث عن مقام شهادتهم على الناس.. بل ربما يكون هذا الحديث هو الأهم بالنسبة للناس الذين يفهمون الأمور من خلال تجسدها في وجدانهم، وتأثيرها في مشاعرهم.
ولأجل ذلك كان التأكيد على مصيبة كربلاء، وإثارتها من خلال المأساة والشهادة.. وكان لا بد من الاستمرار على ذلك مر الدهور والعصور.
10 - لا ندري إن كان القارئ قد أدرك أمرا لم يزل يثير لدينا أكثر من سؤال، وهو أننا نجد البعض لا يهتم بمناقشة ما عند الآخرين من أفكار، ومن توجهات.. بل هو يتغاضى عن ذلك بصورة باتت تلفت النظر.. بل إنه ربما يقف بطريقة أو بأخرى موقف التأييد والتسديد..
أما فيما يرتبط بمذهب أهل البيت وبمفرداته، ورموزه، وشعائره، وعلمائه وأعلامه، فإننا نشعر: أنه يكاد يكون شغله الشاغل هو البحث عن نقاط يزعم هذا البعض أنها نقاط ضعف، ويجهد لتلمس المسارب والمهارب للتخلص منها، أو على الأقل زعزعة الثقة بها، ووضعها في دائرة الشبهة، وإثارة الريب فيها. ولعل هذا الكتاب بجميع فصوله يصلح لأن يكون شاهدا على ما نقول: