ثم قالت: من قتله فقيل: رجل من مراد.
فقالت: رب قتيل الله بيدي رجل من مراد.
فقالت لها زينب بنت أبي سلمة: أتقولين مثل هذا لعلي في سابقته وفضله؟!.
فضحكت، وقالت: بسم الله إذا نسيت ذكريني (1).
والخلاصة: أن قول البعض: إن تلك الأدلة تدل على أنه (عليه السلام) قد قصد الإهانة لجنس المرأة وهذا لا يصح صدوره منه عليه السلام.
فيبقى هناك احتمالان:
أحدهما: أن يكون الخبر كاذبا من أساسه..
والآخر: أن يقصد به الحديث عن امرأة بعينها.. كان عليه السلام يرى أنها مصدر شرور، ومصائب وبلايا.. وأنها بحكم كونها كانت زوجة لرسول الله (ص)، وبنتا للخليفة الأول أبي بكر ومدللة ومحترمة لدى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.. وتتزعم تيار العداء لوصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد جعلت من نفسها غطاء لكل أعدائه والمناوئين له كمعاوية، وطلحة، والزبير، وبني أمية، وغيرهم. والتي يطلع قرن الشيطان من بيتها، حيث تقول الرواية: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيت عائشة وقال: (إن الكفر من ها هنا، حيث يخرج قرن الشيطان..) (2).
فهذه المرأة شر كلها، وهي أيضا لابد منها، لأنها أم المؤمنين، ويجب على كل الناس مراعاة جانب الاحترام لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فيها. ولا يمكن لأحد التخلص من هذا الواجب.
ومن جهة أخرى، فإن من حق علي (عليه السلام) الذي خرجت عليه هذه المرأة وحاربته وقتل بسببها الألوف أن يتذمر من وجودها ويعرف الناس على واقعها ويعلن أنها لا يأتي منها إلا الشر، والمصائب والبلايا على الأمة.
وبذلك نعرف؛ وكذلك، بسبب القرائن التي أشار إليها ذلك البعض والدالة على أنه عليه السلام لم يكن ليذم جنس المرأة.