الكثير منها عن مقتضيات الفطرة، وأحكام العقل، وعن الخلق الرضي الكريم..
3 - وأما عن مضمون الإنجيل، وأنه أخلاق، ومبادئ، وقيم عامة في البعد الروحي والإنساني.. فهو إنما يتحدث عن هذا الإنجيل الذي بين أيدينا، والذي ينسب مريم إلى الفاحشة حين يتهمها بيوسف النجار..
كما أنه يقرر أن المسيح هو ابن الله، وأن الله ثالث ثلاثة.. وأن.. وأن..
فهل إن ذلك كله.. يلتقي فيه مع القرآن؟!. أم أن التحريف قد اقتصر - حسب دعوى هذا البعض - على البشارة بنبوة نبينا (صلى الله عليه وآله)؟!
4 - ومن الذي قال لهذا البعض: إن الإنجيل الحقيقي المنزل من عند الله، والموجود عند صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه، والذي هو وحي إلهي، يلتقي مع هذا الكتاب، الذي لا شك في أنه قد ألف بعد عهد عيسى عليه الصلاة والسلام.؟!.
5 - على أن الله سبحانه قد صرح في القرآن الكريم في عدة آيات بأن التوراة والإنجيل قد أنزلا من عند الله سبحانه؛ (وأنزل التوراة والإنجيل) (1).
ونحن نرى أن هذا الإنجيل الذي بين أيدينا مجرد سيرة ذاتية للمسيح. ويصرح علماء النصارى بأنه من تأليف أناس بأعيانهم وأشخاصهم، عاشوا بعد السيد المسيح بعشرات السنين. فراجع الفصل السابق من هذا الكتاب.
فكيف نفسر قوله:
" إن التحريف لم ينل إلا بعض الجزئيات، كالبشارة بالنبي محمد ونحو ذلك "؟!
يقول الشيخ البلاغي: (إن أكثر الموجود في العهدين لا تعقل نسبته إلى وحي الله لأنبيائه، وإن القسم الباقي لا نقدر ان نجد له سندا يوصله إلى الأنبياء والوحي) (2).
وفيما يرتبط بالسؤال عن السبب في أن البيضاوي والرازي قالا: إن التحريف إنما هو بالتأويل. وعن ابن تميمة قال: إن التحريف الواقع في العهدين هو تبديل المعاني.. أجاب البلاغي رحمه الله بجواب مسهب، فكان مما قال: