فلا يصح قوله:
" إن النبي قد أوضح للناس أن القضية قد كانت سهوا كأي سهو آخر مما يحدث للناس ".
4 - إن ثمة نقاشات كثيرة حول صحة هذه الرواية، وهو نفسه قد أشار إلى ذلك حين قال: " لو صحت الرواية " فاستعمل (لو) الدالة على الامتناع.
5 - إن استدلاله بهذه الرواية ليس إلا مصادرة على المطلوب، وبما هو محل النزاع..
6 - إذا كانت المسألة عقائدية عقلية، فكيف يستدل عليها بالأخبار، فضلا عن الإستدلال بخبر واحد فيه الكثير من العلل والأسقام..
على أنه هو نفسه يشترط في الخبر أن يكون متواترا وقطعيا أو مفيدا للاطمئنان.. إذا كان يتحدث عن العقائد والتاريخ وغيرها.. فأين اليقين هنا، وأين الاطمئنان الحاصلان من خلال الكثرة والتواتر؟.
7 - إذا كانت هداية الناس إلى حق الإعتقاد، وحق العمل تقتضي وصول الوحي في نهاية المطاف كاملا غير منقوص، كما يقول.. فأي معنى لاحتمال الخطأ والنسيان، في وقت معين، ما دام ثمة تعهد إلهي بالإيصال الصحيح والكامل..
8 - وإذا جاز الخطأ في مورد، فإنه يجوز في موارد، وقد يأخذ الخطأ مجراه، إلى جانب الصواب. كل في دائرته.. ويكون الوصول التام قد تحقق، لأن الصواب قد أبلغ، وإن لم يستطع الناس التمييز بينه وبين ما هو خطأ. فكيف جزم هذا البعض:
" أن الوصول بهذه الطريقة سوف يرفع اشتباهات بعض الناس.. " 9 - وكيف يطمئن الناس إلى صدق، وصحة ما يلقيه إليهم النبي (صلى الله عليه وآله)، وهم يحتملون أنه قد يكون واقعا في الخطأ في هذا الإبلاغ.. ألا يفترض أن يستمر شكهم على لائحة الانتظار إلى آخر حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليطمئنوا عند ذلك فقط إلى عدم ورود تصحيح على ما كان قد بلغه لهم..
نعم.. ولا بد أن ينتظروا هذا التصحيح المحتمل إلى آخر حياته (ص) في كل كبيرة، وصغيرة، ومن الألف إلى الياء..
ويكون موت النبي (صلى الله عليه وآله) هو الدليل على صحة ما تلقوه،