المتعارفة والشائعة التي أصبحت تقاليد متبعة لدى العوام من المسلمين، على حد تعبيره. والشيء الذي لا يحصل إلا نادرا، ومن قبل قلة من الناس، لا يقال له: تقاليد متبعة.
ثانيا: إن هؤلاء الذين يسجدون على الأعتاب إنما يسجدون لله شكرا له على ما وفقهم إليه من زيارة قبر وليه، ولا يسجدون لا للنبي ولا للولي، فما هو المحذور في ذلك؟
ثالثا: إن هذا البعض نفسه يقر بأن الملائكة قد سجدوا لآدم وهم العباد المكرمون. واللافت أن هذا الأمر جاء امتثالا لأمر مباشر صادر من الله سبحانه ولم يكن بمبادرة منهم. واعتبر ذلك تحية وإكراما له.. فلماذا لا يجد في هذا السجود أيضا معنى التحية والإكرام. بل إن هذا البعض قد أقر بأن يعقوب وهو نبي مرسل - وزوجته وأولاده قد سجدوا ليوسف، وقد رضي يوسف وهو نبي، بسجود إخوته وحتى بسجود أبويه له، رغم أنه مأمور بإكرامهما وبإعزازهما والبر بهما.
ويزيد الأمر حساسية أن هذا الأب الذي سجد لولده لم يزل يعيش ويعاني من الآلام والأحزان حتى ابيضت عيناه من الحزن على نفس هذا الولد، الذي وجده بعد أن فقده.. وإذا به يجد أن هذا الولد النبي ليس فقط لا يعترض على سجود إخوته له، بل هو لا يعترض حتى على سجوده هو له أيضا.
ومن الواضح أن الأنبياء لا يقومون بأي عمل خصوصا إذا كان من هذا القبيل إلا إذا عرفوا رضا الله سبحانه وتعالى به.
علما بأن بعض العلماء يقولون: إن السجود عبادة بذاته.
نعم وقد أقر هذا البعض واعترف بأن السجود في قصة يعقوب ويوسف كان ليوسف مباشرة. وقد برر ذلك بأنه من:
" التقليد المتبع في احترام صاحب العرش الذي يملك السلطة.. ".
فليكن إذن هذا السجود لله على عتبة المقام سجودا له، وقد أصبح تقليدا متبعا.
فهو يقول:
" ربما نلاحظ أن الصورة الشكلية، في ما تعارف عليه الناس من طقوس في مظاهر العبادة، لا تمثل - بمجردها - معنى العبادة، بل لا بد من أن ينضم إليها