شكرا، أو عبادة أو طاعة لله، أو حتى تحية للنبي أو الولي، بعد أن فعلته الملائكة والأنبياء قد يتخذ اتجاها خطيرا في التصور والممارسات؟!
3 - ما معنى قوله:
" لا يكفي في استقامة العقيدة أن لا يكون هناك دليل مانع من عمل معين، أو من كلمات خاصة أو من طقوس متنوعة، بل لا بد من الانفتاح على العناصر القرآنية الفكرية العقيدية ".
ألف: فمن الذي قال لهذا البعض:
" إنه لا يكفي عدم وجود دليل مانع من عمل معين ".
وما هو دليله على هذه المقولة، فإنها محض ادعاء يحتاج إلى دليل يوجب اليقين، ولا يكفي مطلق الحجة، كما قرره هذا البعض.
ب: إن الدليل على تلك الطقوس التي تزعج هذا البعض موجود، وهو مفيد لليقين.. فإن الدعاء والصلاة والاستشفاع، وقراءة القرآن، والبكاء إلى الله وطلب غفران الذنوب، وإقامة مجالس العزاء، والتبرك بآثار الأنبياء والأولياء وزيارة قبورهم وتعظيمهم، كل ذلك قد دلت الأدلة القطعية والمفيدة لليقين عليه.. بل وفوق اليقين.
وكذا السجود لله تعظيما وشكرا، وعبادة له سبحانه في مقاماتهم..
بل وحتى لو كان السجود لهم تحية وتعظيما وإكراما فإن هذا البعض نفسه قد اعترف بأنه قد صدر مثله أيضا عن الأنبياء والملائكة في السجود لآدم وليوسف (عليهما السلام).
فما بالك بما عدا السجود من طقوس ذكرناها أو ذكرنا القسم الأعظم والأهم منها مما يزعج هذا البعض ويثير حفيظته ويجهد للتشكيك بمشروعيته وتزيين عدم فعله للناس بمثل هذه الأساليب.
4 - ولا ندري ما المانع من أن " تختلط مظاهر الاحترام بين ما يقدم للخالق، وما يقدم للمخلوق ". فإنه هو نفسه قد قرر: أن نبي الله يعقوب (ع) قد سجد لنبي الله يوسف (ع). وكان يسجد أيضا لله سبحانه.. فإذا جاز هذا الاختلاط في السجود الذي هو أجلى مظاهر التعبد، فإن الأمر يصبح بالنسبة لغيره من مظاهر الاحترام أيسر وأسهل. ما دام أنها لا ترقى في عباديتها لمستوى السجود.