اقصري انني اتخذت عزيز ألد * ين كهفا آوي إليه اعتصارا انا جار العزيز وهو عزيز ال * جار لا زال للورى مستجارا سيد لاق بالسيادة لما * كان لبسا على سواه معارا ليث حرب أن يلقه ليث حرب * يستلبه الأنياب والأظفارا والبر يولي العبيد عتاقا * وبه يستعبد الأحرارا ألمعي يعيد بالخاطر العاطر * موهوم كل سر جهارا وهو شمس الزمان يجلو دجاه * فمذ انحاز ضوءه ما أنارا حكت السحب فيض كفيه سيبا * فلذا كان قطرها مدرارا وكذا الشمس أشرقت لاكتساب * منه نورا فعمت الأقطار وكذا الأرض حلمه حل فيها * فكساها على الزمان وقارا يا عماد الاسلام يفديك قوم * لم يكونوا لربعه عمارا لا تضيقن من أعاديك ذرعا * إن جرح العجماء كان جبارا ما أمس الزمان حاجا إلى من * يتولى الايراد والأصدارا فاجره وأهله من كسير * وعوير كفيت كسرا وعارا وانتدب من حجاب عزك وأشهر * سيف قهر على العدى بتارا هاكها حرة تناسب منها الطول * والعرض أربعين قطارا وعروس لو عرست عند غسا * ن لاضحى لكوره عقارا وابق واسلم منعما لا يطور ألد * هر من ربعك الخصيب طوارا وكفاك الاله والله كاف * من أعاديك مكرها الكبارا قال وكان قد قصد أصفهان سنة 522 في أيام عمي وانوشروان فمدح هذا الوزير ولم ينجح مدحه فوجدت مكتوبا في ديوانه في انوشروان:
قلت فيه لما أيست من عائدة نفعه بعد أن لازمت بابه ثمانية أشهر وخبطت الثلوج المتراكمة في أصفهان وكانت سنة ثلجة وحلة من أصعب ما شق علي في معاملته ما كنت أدل به وأمد عنق الرجاء بمكانه من سالف حقوق مولاي شيخ الساوة وقاه الله بنفسي الصروف عليه فلم انصرف منه الا بالياس المتعب غير المريح لأن المريح من الياس ما لا مطاولة معه وكان هذا الصدر يعدني ويمنيني في آخرين كانوا أسوأ حالا مني كهبة الله الاصطرلابي الذي هو بكر الدنيا ونادرة الفلك والحكيم أبي القاسم الأهوازي طريق العالم وأبي القاسم بن أفلح الشاعر المنذر وجماعة من أهل بغداد كانوا قد أكدوا عليه حقوقهم فظنوا كما ظننا وبعض الظن كما علمت اثم وكان هؤلاء الأفاضل الظرفاء قد لهجوا بهذه القطعة يسترجعونها ويتناشدونها لأنها وصف حال جميعهم وهي:
أ بكلتا الراحتين * كلت إحدى الراحتين اي عجز فوق هذا * لا أقر الله عيني يا وزير المشرقين * وعميد المغربين لم أنل منك منالا * غير ما ذل وشين ولقد بعت عليكم * صلة نقدي بديني كم يزيدوني على أن * حلتم بيني وبيني غير أن ألبستموني * آخرا خفي حنين ولما صرف انوشروان واستوزر غيره قال فيه نقلته أيضا من ديوانه بخطه وقد استعرته من ولده:
إن الوزارة أصبحت أوزارها * مربوطة منه بليث عرين زانته لا وحياته بل زانها * ولربما ابتليت بغير مزين قد عوقبت زمنا أشد عقوبة * باخس مصطحب وشر قرين فأعادها الجبار منه إلى ذرى * حصن على مر الزمان حصين رحم الاله ضياعها ولطالما * نزعت إليه بعبرة وحنين قال وجميع ما كتبته واكتبه من شعره نقلته من خطه في ديوانه روى لي ولده فمن ذلك قوله وقد نقشه على دواة:
انا والدهر كلانا كاتب * وكلانا ليس يعفى قلمه فسواد في بياض رقمي * وبياض في سواد رقمه وقوله:
ما على مولاي لولا * داعيات الانقباض لو شفى غلة قلبي * بسواد في بياض وقوله وقد رمدت عينه:
يا ناظري إليكما * واستبقيا دمعيكما إما الشؤون فقد وهت * والشأن في شأنيكما أعزز علي بأنني * بكما بكيت عليكما وقوله وقد عرب معنى فارسيا من قصيدة للنخاس:
عبيدك أصبحوا يوم القتال * كخياطين في شبه المتال بذرعان القنا ذرعوا وقطوا * بأنصلهم وخاطوا بالنبال وقوله في المعنى:
عبيدك يوم الوغى خاطة * وحاشاهم انهم غير عزل إذ ذرعوا بالقنا فصلوا * بحد السيوف وخاطوا بنبل وقوله:
إن غلمانك خياطون يوم الخصام * لا بخيط وخياط بل برمح وحسام أ وليسوا ذرعوا بالسمر أبدان الأعادي * ليقطوا بسيوف ويخيطوا بسهام هذه في العربية أربعة أبيات ولكنه جعلها بيتين على وزن الفارسية وهذه المعاني مترددة وقد وقع إلى المعنى من غير تكلف من قصيدة طائية في بيت واحد:
وإذا حاولوا لبؤس لبوسا * فصلوا بالظبا وبالسمر خاطوا ورددت هذا المعنى قصيدة أخرى طائية:
بما طبعته الهند للبؤس فصلوا * لبوسا وخاطوه بما أنيت الخط وقوله:
قد أدر المخدوم وسما علينا * ثم لم يجره خلال الرسوم فأدرت قناعتي ترك ذاك * الرسم رسما علي للمخدوم وقوله وقد طلب من بعض الأكابر تبنا فتأخر وصوله:
لنا مولى أجل الناس قدرا * وأطيب من مشى صيتا وذكرا يصيب الناس من يمناه يمنا * إذا شاؤوا ومن يسراه يسرا ولكني طلبت بماء وجهي * إليه محقرا فابى مصرا هززت نداه عن أوقار تبن * فصحفه وقال التبن تبرا وكنت أظنني لو رمت تبرا * لكان ينيلني وقرا وفقرا ولولا إن ذات يديه ضاقت * لما كنا لنقبل منه عذرا