وأبلغ الرملة الأنيقة وأبلغ * معشرا لي بربعها وأهيلا قد ذممنا بعيد بعدكم العيش * فليت الحمام كان قبيلا ويقول:
ورب نسيم مر بي من دياركم * ففاح لنا من طيبه طيب النشر فاذكرني عهدا وما كنت ناسيا * ولكنه تجديد ذكر إلى ذكر تجاذبني الأشواق نحو دياركم * واحذر من كيد العدو الذي يدري ويقول:
هب النسيم عراقيا فشوقني * وطالما هب نجديا فلم يشق فما تنفست والأرواح سارية * الا اشتكت نسمات الريح من حرقي تشيعه كان شيعيا عارفا بحق علي وبينه معرفة مرتكزة إلى الايمان الصادق المخلص، ولا بدع في ذلك فقد شب في الحلة، والحلة هي من هي عراقة في التشيع العالم المفكر الناضج فقد كانت دار العلم واليها الرحلة من كل مكان وفيها حلقات الدروس ونوادي الفكر والقلم وفيها يقول عبد الرحمن الكتاني المتوفى سنة 629 في راجح الحلي:
يقولون لي ما بال حظك ناقصا * لدى راجح رب السماحة والفضل فقلت لهم: اني سمي ابن ملجم * وذلك اسم لا يقول به حلي وفي آل البيت: يقول صفي الدين:
وآلك الغرر اللائي بها عرفت * سبل الرشاد فكانت مهتدى الفرق ويقول:
حديث حبي لكم سائر * وسرور ودي في هواكم مقيم قد فزت كل الفوز إذ لم يزل * صراط ديني بكم مستقيم ورد على ابن المعتز في تعرضه للعلويين رد المؤمن الصادق المكافح.
أقوال فيه وفي أمل الآمل: كان عالما فاضلا منشئا أديبا من تلامذة المحقق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي له القصيدة البديعية مائة وخمسة وأربعون بيتا تشتمل على مائة وخمسين نوعا من أنواع البديع وله شرحها وديوان شعر كبير وديوان صغير وله قصائد محبوكات الطرفين جيدة ثمان وعشرون بيتا اه.
وفي حديقة الأفراح مناهل ألفاظه العذاب صافية من شوائب التعقيد ورياض معانيه المفرحة بنشرها الألباب شافية لمن كرع من بحرها الرائق المديد اه كان من الشعراء المجيدين المطبوعين وله في شعره احتجاجات على تفضيل علي ع وتقديمه تدل على علمه وفضله كقوله:
لو رأى مثلك النبي لآخاه * والا فأخطأ الانتقاد وغيره مما يأتي وكان شاعر العصر وفاضل الوقت السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي يعجب بشعره كثيرا ويفضله على كثير من الشعراء وحسبك بشهادة مثله. سافر إلى الشام وبلاد الجزيرة وغيرها ومدح ملوك ماردين المعروفين ببني ارتق وهو أول من عمل القصائد المحبوكات وسماها الأرتقيات واقتفاه في ذلك الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي فعمل محبوكات في الشيخ علي بن فارس الصعبي أمير ناحية الشقيف من جبل عامل. وقصيدته البديعية في مدح خير البرية وشرحها مطبوع وسماها أنوار الربيع في أنواع البديع وديوان شعر مطبوع.
شعره ومن شعره قوله في أمير المؤمنين علي ع من أبيات:
جمعت في صفاتك الأضداد * فلهذا عزت لك الأنداد زاهد حاكم حليم شجاع * ناسك فاتك فقير جواد شيم ما جمعن في بشر قط * ولا حاز مثلهن العباد خلق يخجل النسيم من اللطف * وبأس يذوب منه الجماد ظهرت منك للورى معجزات * فأقرت بفضلك الحساد ان يكذب بها عداك فقد كذ * ب من قبل قوم لوط وعاد أنت سر النبي والصنو وابن ال * عم والصهر والأخ المستجاد لو رأى مثلك النبي لآخاه * والا فأخطأ الانتقاد بكم باهل النبي ولم يلف * لكم خامس سواه يزاد كنت نفسا له وعرسك وابنا * ك لديه النساء والأولاد جل معناك ان يحيط به الشعر * وتحصي صفاته النقاد انما الله عنكم اذهب الرجس * فردت بغيظها الأضداد ذاك مدح الاله فيكم فان فهت * بمدح فذاك قول معاد وقوله:
أمير المؤمنين أراك لما * ذكرتك عند ذي حسب صغا لي وان كررت ذكراك عند نغل * تكدر صفوه وبغى قتالي فها انا قد خبرت بك البرايا * فأنت محك أولاد الحلال وقوله:
فوالله ما اختار الاله محمدا * حبيبا وبين العالمين له مثل كذلك ما اختار النبي لنفسه * عليا وصيا وهو لابنته بعل وصيره دون الأنام اخاله * وصنوا وفيهم من له دونه الفضل وشاهد عقل المرء حسن اختياره * فما حال من يختاره الله والرسل وقوله:
توال عليا وأبناءه * تفز في المعاد وأهواله امام له عقد يوم الغدير * بنص النبي وأقواله له في الشهيد بعد الصلا * ة مقام يخبر عن حاله فهل بعد ذكر اله السما * ء وذكر النبي سوى آله وقوله:
يا عترة المختار يا من بهم * يفوز عبد يتولاهم اعرف في الناس بحبي لكم * إذ يعرف الناس بسيماهم وله:
ولائي لآل المصطفى عقد مذهبي * وقلبي من حب الصحابة مفعم وما انا ممن يستجيز بحبهم * مسبة أقوام عليهم تقدموا