للارتداد بمعنى الخروج عن دين الاسلام لأن الخلافة ليست عندهم من ضروريات الدين يكفر منكرها وليس فيهم من يقول بارتداد أحد من الصحابة سوى من أجمع أهل السنة والشيعة عالي ارتداده كمن أنكر الرسالة أو أنكر ما ثبت وجوبه أو تحريمه بالضرورة من دين الاسلام كوجوب الصلاة والحج والصيام وتحريم الزنا والخمر والكذب وغير ذلك وكيف يتصور متصور أو يتوهم متوهم انهم يقولون بالارتداد بمعنى الخروج عن دين الاسلام في حق من يلتزم بضروريات الاسلام وأحكامه فكيف ينسبه الملا باشي إلى الشيعة ان هذا ما لا يظن صدوره منه أما استدلاله بما أطال به نعوت بني هاشم وأكثر فيه من الأسجاع بالأرومة والجرثومة والحمية والنعوت السمية وفي أوصاف علي بالشجاع الصنديد وليث بني غالب وأسد الله في المشارق والمغارب التي تذكر عند الاحتياج إليها في نصرة الرأي ولم يطل العهد على انكاره أن تكون لعلي فضيلة انفرد بها وانما له مناقب كما لغيره فالجواب عنه ان عليا ع مهما بلغت به الشجاعة لم يكن أشجع من رسول الله ص ولا مساويا له وقد بقي محصورا بالشعب ثلاث سنين وهو وبنو هاشم الذين هم سادات العرب وأكرمها أرومة وأفضلها جرثومة وأعظمها حمية ونعوتا سمية كما وصفهم السويدي مسلمهم وكافرهم لا يبايعون ولا يناكحون ولا يعاشرون حتى كادوا ان يهلكوا وصبروا على هذه الخطة المضيمة ولم تدفع عنهم تلك الحمية والأوصاف السمية والنفوس الأبية والنسب العالي وتلك الجرثومة والأرومة وبعد خروجهم من الشعب بقي صابرا على اذى قريش لمن آمن به وتعذيبهم إياهم ليفتنوهم عن دينهم وفيه شجاعة النبوة التي لا تصل إليها شجاعة ليث بني غالب وفارس المشارق والمغارب ثم فر من قومه مختفيا في الغار مع صاحبه الذي لم ينفرد عنه علي بفضيلة الشجاعة كما يقول السويدي وقبل عام الحديبية في صلحه مع قريش بالشروط المجحفة بحقوق المسلمين التي منها ان من جاءه مسلما فعليه ان يرده إلى قريش يقيدونه بالسلاسل والأغلال ويعذبونه ومن جاءهم مرتدا أو غير مرتد ليس عليهم ان يردوه إليه ولم يكن علي عندكم أشجع من موسى وهو نبي من اولي العزم حين قال ففررت منك لما خفتكم ولا من نوح وهو كذلك إذ يقول رب اني مغلوب فانتصر ولا من هارون إذ قال إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ولا من شعيب حين قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد إلى غير ذلك. وهذا ليس معناه اننا نعتقد بأنه كان مكرها على ذلك ولكننا نقول إن هذا الدليل لا ينفي عدم الاكراه. واما احتمال الجنية فهو السخافة بمكان ولا يحتمله أحد من الشيعة ولا نظن أن الملا باشي فاه به ولو فعل لكان جاهلا قال ثم سألته عن أم محمد بن الحنيفية فقال من بني حنيفة فقلت من سبيهم فقال: لا أدري وهو كاذب فقال بعض الحاضرين من علمائهم من سبيهم فقلت كيف ساع لعلي ان يأخذ جارية من السبي والامام الجائر على زعمكم لا تنفذ احكامه فقال لعل أهلها زوجوه بها فقلت هذا يحتاج إلى دليل فانقطع والحمد لله قال المؤلف لا ندري كيف انقطع بهذا الجواب ولا نظن ذلك واقعا ومتى وجد الاحتمال بطل الاستدلال فما زعمه السويدي من أنه استولدها بملك اليمين لا بالعقد هو المحتاج إلى الدليل على أن سبي بني حنيفة وقتل مالك بن نويرة منهم وتزوج خالد بزوجته أول من أنكره عمر بن الخطاب ونقم على خالد في ذلك ونزع السهام التي كان وضعها في عمامته حين دخل المسجد وكسرها وطلب من الخليفة ان يقيم عليه الحد والقصاص والقصة مشهورة فأين موضع الاستدلال بسبي بني حنيفة.
ويحتمل قويا ان الملا باشي كان مأمورا من قبل الشاة بالتساهل مع السويدي وعدم اكثار النزاع معه فلذلك سكت عن رد أجوبته التي ليس فيها شئ يوجب انقطاعه كما بينا وقال السويدي: ثم أخبر الشاة بهذه المناظرة طبق ما وقعت فامر باجتماع علماء إيران والأفغان وما وراء النهر وان يرفعوا جميع ما يرونه منافيا وان أكون ناظرا عليهم ووكيلا عن الشاة فاجتمع في المسقف الذي وراء ضريح الإمام علي سبعون عالما من علماء إيران فيهم سني واحد وهو مفتي أردلان كتبت أسماء المشهورين منهم.
وهم 1 الملا باشي علي أكبر 2 مفتي ركاب آقا حسين 3 الملا محمد امام لاهجان 4 آقا شريف مفتي مشهد الرضا 5 مرزا برهان قاضي شروان 6 الشيخ حسين المفتي بأرومية 7 ميرزا أبو الفضل المفتي بقم 8 الحاج صادق المفتي بجام 9 السيد محمد مهدي امام أصفهان 10 الحاج محمد زكي المفتي بكرمان شاة 11 الحاج محمد الثماني المفتي بشيراز 12 ميرزا أسد الله المفتي بتبريز 13 الملا طالب المفتي بمازندران 14 الملا محمد مهدي نائب الصدارة بمشهد الرضا 15 الملا محمد صادق المفتي بخلخال 16 محمد مؤمن المفتي بأسترآباد 17 السيد محمد تقي المفتي بقزوين 18 الملا محمد حسين المفتي بسبزوار 19 السيد بهاء الدين المفتي بكرمان 20 السيد احمد المفتي بأردلان الشافعي وغيرهم من العلماء وهذا الآخر من علماء أهل السنة. ثم جاء علماء الأفغان فكتب أسماؤهم وهم 1 الشيخ الفاضل الملا حمزة القلنجاني الحنفي مفتي الأفغان 2 الملا امين القلنجاني قاضي الأفغان 3 الملا دنيا الخلفي الحنفي 4 الملا طه الأفغاني الحنفي المدرس بنادرآباد 5 الملا نور محمد القلنجاني الحنفي 6 الملا عبد الرزاق القلنجاني الحنفي 7 الملا إدريس الايدالي الحنفي. ثم جاء علماء ما وراء النهر يقدمهم شيخ جليل عليه المهابة والوقار يخيل للناظر انه أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة فكتبت أسماؤهم وهم 1 العلامة هادي خواجة الملقب بحر العلم القاضي ببخارى 2 مير عبد الله صدور 3 قلندر خواجة 4 ملا اميد صدور 5 بادشاه خواجة 6 ميرزا خواجة 7 الملا ابراهيك وكلهم بخاريون حنفيون وأنت ترى ان السويدي ذكر أسماء علماء الشيعة مقتصرا عليها وذكر جماعة من غيرهم بأوصاف التعظيم وابتدأ الملا باشي يقول لملا حمزة اننا مسلمون حتى عند أبي حنيفة قال في جامع الأصول: مدار الاسلام على خمسة مذاهب وعد الخامس مذهب الإمامية وكذا صاحب المواقف عد الامامية من الفرق الاسلامية وقال أبو حنيفة في فقه الأكبر لا نكفر أهل القبلة وقال السيد فلان وصرح باسمه ونسبته في شرح هداية الفقه الحنفي: الصحيح ان الامامية من الفرق الاسلامية وذكر أشياء كثيرة لا فائدة فيها فلا نطيل بنقلها.
ثم قاموا وتصافحوا ويقول أحدهم للآخر أهلا بأخي وانقضى المجلس قبيل الغروب يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة 1157 فنظرت فإذا الواقفون على رؤوسنا والمحيطون بنا من العجم ما يزيد على عشرة آلاف وجاء اعتماد الدولة من عند الشاة وقد مضى من الليل أربع ساعات فقال لي ان الشاة شكر فعلك وهو يرجو ان تحضر غدا في المكان الأول ليكتبوا جميع ما قرروه ويضعوا خواتيمهم وتكتب شهادتك في صدر الرقعة فحضرنا يوم الخميس كلنا والعجم متصلة من خارج من باب القبة إلى باب الضريح يبلغون نحو الستين ألفا فاتوا بجريدة طولها أكثر من سبعة