من ذلك النجم وأقل حركة منه، بل لا يحس بحركة الجدي، والفرقدان يتحركان حوله محسوسا. وتؤكده رواية العياشي أيضا.
وأما البواقي فليس ذكرها في رواية، وذكرها جماعة من الأصحاب علامة عند الطلوع والغروب بما فيه تفاوت فاحش، ومخالفة في بعضها بعضا، واختلاف في كلماتهم بعضا للبعض، كما جعل بعضهم وضع النسر عند الطلوع بين الكتفين علامة للبصرة والبحرين ويمامة (1)، مع أن لكون سعة مشرقه تسع درجات شمالية وكون انحراف البلدة الأولى من نقطة الجنوب سبعا وعشرين (2) وانحراف الباقيتين أقل، تختلف القبلة نحوا من ستين درجة، ومع ذلك جعل وضع المشرق على المنكب الأيمن أيضا علامة لهم. وفي العلامتين مخالفة كثيرة.
وجعل بعضهم وضع بنات النعش على خلف أواسط الكتف الأيمن عند الطلوع علامة لأهل الهند والسند، وآخر وضعها على الخد الأيمن علامة لهم (3)، إلى غير ذلك مما يستدعي استقصاؤها كتابا.
والتحقيق في كيفية معرفة القبلة من الكواكب المذكورة وغيرها: أن يعلم كوكب يساوي أو يقرب سعة مشرقه أو مغربه انحراف البلد، فيوضع مطلع كوكب سعته مساوية للبلد المطلوب جنوبية على مقابل اليد اليسرى، أو مغرب ما سعته شمالية مقابل اليمنى إن كان انحراف البلد جنوبيا غربيا، ويوضع مغرب الأول على اليمنى أو مطلع الثاني على اليسرى إن كان انحرافه جنوبيا شرقيا، ويوضع مطلع ذي السعة الجنوبية على اليمنى، أو مغرب ذي الشمالية على اليسرى إن كان الانحراف شماليا شرقيا، ومغرب الأول على اليسرى أو مطلع الثاني على اليمنى إن كان شماليا غربيا.