منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٦ - الصفحة ٣٨١

____________________
أيضا، حيث إن كل عمل ناش عن داعي الامر المحتمل، ومن المعلوم أن انبعاث العمل عن الامر المحتمل انقياد، وهو حسن عقلا، فكيف ينطبق عليه عنوان اللعب الذي هو داع شيطاني المضاد لعنوان الانقياد الذي هو داع رحماني؟ ومنه يظهر: عدم اللعب في الجمع بين المحتملات أيضا، بداهة أن الجمع أيضا يكون ناشئا عن داع إلهي، و هو إطاعة أمره. ولا في تحصيل اليقين بامتثال أمر المولى، ببيان:
أن تحصيل اليقين بالامتثال ان كان بإتيان المأمور به المعلوم تفصيلا انطباقه على المأتي به فلا لعب، وان كان بالجمع بين المحتملات و ترك تعيينه، فهو لعب في كيفية تحصيله، وذلك لان اللعب في اختيار كيفية تحصيل اليقين مع نشوه عن الغرض العقلائي غير متصور، و الاغراض العقلائية كثيرة:
منها: امتداد زمان اشتغاله بالانقياد للمولى الذي هو من مظاهر العبودية.
ومنها: توقف تحصيل العلم التفصيلي بالمأمور به على بذل مال، أو ذل سؤال، أو تقية، أو غير ذلك. ويمكن أن يكون (فافهم) إشارة إلى مطالب آخر تظهر للمتأمل بالتأمل، فتأمل.

الموجب لسقوط الامر بالعبادة.
والحاصل: أن اللعب يصدق على فعل كل محتمل، وهو مانع عن تحقق الامتثال به. ودفع هذه الشبهة منحصر بإنكار صدق اللعب على ما يصدق عليه الانقياد والتحرك عن تحريك المولى. كما أن الكلام في قدح نفس التكرار من حيث هو في حسن الاحتياط، لا القدح من جهة أخرى مقارنة للتكرار أحيانا متوقفة على القصد، فان اتصاف المحتملات باللعب منوط بقصده، ولا يتحقق ذلك مع نشوء فعل تلك المحتملات عن أمر المولى. نعم ان كان الاتصاف بها قهريا اتجه صدق اللعب عليها، لكنه محل التأمل.
(٣٨١)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست