منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٦ - الصفحة ٣٧٠
وراجعنا شرح سيدنا الجد - السيد الجزائري - أعلى الله مقامه على الكتاب المسمى بالجواهر العوالي فيما يرتبط بالمقام، وأفاد ما حاصله: أما مشايخه وأساتيذه فهم إلى فخر الدين موثقون بتوثيقه، لأنه أثنى على كل واحد منهم بما يناسب حاله، وحيث انه ثقة كما نص عليه جماعة من المتأخرين فتوثيقه لهم حجة أيضا. ثم قال حول شبهة الارسال: (اننا تتبعنا ما تضمنه هذا الكتاب من الاخبار فحصل الاطلاع على أماكنها التي انتزعها منه مثل الأصول الأربعة وغيرها من كتب الصدوق وغيره من ثقات أصحابنا أهل الفقه والحديث).
أقول: والامر كما أفاده (قده) فان كثيرا من تلك الروايات موجودة في الكتب الأربعة وغيرها، فمن الممكن أن المؤلف ظفر بكتاب أو أصل معتبر ونقل بعض الاخبار منه. وقد نقل المحدث النوري شطرا من كلام سيدنا الجد وأيد به مختاره في عد كتاب غوالي اللئالي من الكتب المعتبرة. وقد ارتضاه العلامة المجلسي أيضا على ما حكاه السيد في مقدمة شرحه بعد أن كان راغبا عنه في أول الامر. هذا غاية ما يمكن بيانه بهذا الصدد.
لكن مع ذلك كله في النفس دغدغة تثبطني عن الركون إلى ما أفيد، و ذلك فإنه وان لم يكن وقوف ابن أبي جمهور على أصل حاو لروايات قاعدة الميسور واطلاعه عليه مستبعدا كما وقع لغيره، بعد أن كان ذلك الأصل مخفيا عن المتقدمين، إلا أن المانع من الالتزام به تصريح المؤلف بأن جميع ما يرويه ينتهي إلى العلامة، ومنه إلى الأئمة عليهم السلام، ومن المعلوم أن في طريق العلامة إليهم عليهم السلام أرباب الكتب الأربعة وغيرها من جوامع الاخبار كالصدوق