المشتركة - مثل بعت - شئ واحد. وهي النسبة المحققة بين المسند - وهو الاعتبار النفساني - والمسند إليه - وهو المتكلم - إذ في كلا المقامين يكون الاعتبار - أي اعتبار المتكلم - متحققا قبل الاستعمال. وانما يفترقان في الداعي. فإنه في الانشاء الداعي للاستعمال في المعنى، واعلام انتساب الاعتبار النفساني بالمتكلم، وهو ايجاد الملكية، مثلا في عالم الاعتبار. أي اعتبار العقلاء والشارع. حيث إن بناء العقلاء والشارع، على عدم اعتبار الملكية في البيع - مثلا - الا مع اعتبار المتعاملين بقيد الاعلام به. فالاعلام انما يكون بهذا الداعي. وهذا بخلاف الاخبار. فان الداعي للاعلام فيه غير ذلك. ولا فرق بينهما من غير هذه الجهة. وبهذا الاعتبار صح تسمية الانشاء ايجادا، بمعنى انه بضمية الاعتبار النفساني، موضوع لاعتبار العقلاء والشارع، فتدبر في أطراف ما ذكرناه حتى لا تبادر بالاشكال. هذا في الصيغ المشتركة. واما الصيغ المختصة، فالكلام فيها موكول إلى محل آخر.
أسماء الإشارة والضمائر قال في الكفاية: يمكن ان يقال: ان المستعمل فيه في أسماء الإشارة والضمائر ونحوهما، أيضا عام. وان تشخصه انما جاء من قبل طور استعمالها، حيث إن أسماء الإشارة وضعت ليشار بها إلى معانيها، وكذا بعض الضمائر. وبعضها ليخاطب به المعنى.
والإشارة والتخاطب يستدعيان التشخيص، كما لا يخفى. فدعوى ان المستعمل فيه في مثل هذا وهو وإياك، انما هو المفرد المذكور. وتشخصه انما جاء من قبل الإشارة والتخاطب بهذه الألفاظ إليه. فان الإشارة والتخاطب لا يكاد يكون الا إلى الشخص أو معه غير مجازفة انتهى.
الكلام فيها تارة فيما هو الموضوع له، وأخرى على أنه عام أو خاص. اما الأول، فعمدة الأقوال فيه ثلاثة:
الأول: ما ذكره المحقق الخراساني: وهو ان اسم الإشارة، مثل ذا وضع للمفرد