بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما أولانا من رد الفروع إلى الأصول، والتفقه في الدين وتهذيب مباني الأحكام الشرعية بالبحث في المسائل الأصولية، واستخراج زبدتها وأفضل صلواته وأكمل تحياته على صاحب الشريعة الخالدة الكفيلة باسعاد المجتمع ومعالجة مشاكله وعلى آله العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه، سيما بقية الله في الأرضين، الامام الثاني عشر، الامام المهدى أرواح من سواه فداه.
وبعد فهذه زبدة الأصول جادت بها الفاكرة في خلال القاء المحاضرات في المسائل الأصولية على جماعة من الأفاضل في خمس دورات، وكنت أدون ما ألقيه فلما تم تأليف الكتاب رأيت الأولى اخراجه إلى عالم الظهور.
وحيث انه من النواميس المطردة اهداء المؤلفات إلى كبير من أكابر الدهر ولا أجد أكبر من الامام المهدى روحي فداه، فلذلك ارفع بكلتا يدي. هدى هذا الكتاب إلى رفيع قدس الامام، موقنا انى لست ممن يقوى على اتفاق بضاعته في مثل هذه السوق الغالية غير انى أقول سيدي بما ان هذا الذي بين يدي مسائل يستنبط منها الأحكام الشرعية المأثورة عنك وعن ابائك الطاهرين، فمن على بقبول هذه البضاعة المزجاة وثبتها في ديوان الحسنات، ليكون ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
وقد رتبت كتابي هذا على مقدمة، ومقاصد، وخاتمة.