الحصر في الثاني، للاجماع كما مر، مضافا إلى دعوى الفاضل: الاجماع على استحباب هذا التسليم (1)، وجعل الشهيد القول بوجوبه غير معدود من المذهب (2)، مشعرا بل مؤذنا بمخالفته الاجماع، بل الضرورة.
واعلم: أنه قد اختلف الأصحاب في المعتبر عن الصيغة الثانية، فبين من عبر عنها بما في العبارة: كابن زهرة (3)، وبين من جعلها هو (السلام عليكم) خاصة: كالصدوق والنعمان والإسكافي (4) وغيرهم، وبين من زاد عليه " ورحمة الله " دون " وبركاته " كالحلبي (5).
ولعل منشأ الاختلاف: اختلاف النصوص في التأدية، مع اختلاف الأنظار في الجمع بينها، فللأولين حمل ما دل منها على الناقص مطلقا على أن ترك الزيادة لأجل وضوحها من الخارج عملا وللمقتصرين على الناقص حمل الزيادة على الاستحباب، والكل محتمل، إلا أن الأحوط الأول وإن كان في تعينه نظر، لما يظهر من المنتهى من عدم الخلاف في عدم وجوبه، وأنه لو قال:
" السلام عليكم ورحمة الله " جاز وإن لم يقل: " وبركاته " بلا خلاف (6). ولا يبعد ترجيح الوسط، لرجحانه بفتوى الأكثر.