رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣٧٠

____________________
من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء أستجيب له أو لم يستجب وتلا هذه الآية:
وأدعوا ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا (1).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «والله لا يلح عبد مؤمن على الله عز وجل في حاجته إلا قضاها له» (2).
وعنه عليه السلام: قال: «لا والله لا والله لا يلح عبد على الله عز وجل إلا استجاب له» (3).
قال بعض أصحابنا: قد يفسر الإلحاح بالعزم وحسن الظن بالله سبحانه في الإجابة وقد يراد به التشدد والتلبث والملازمة للدعاء وعدم التواني والتراخي فيه (4).
قلت والمعنيان متلازمان كما لا يخفى، وإنما أحب الله تعالى الملحين من عباده لدوام ملازمتهم لبابه وإنزال فقرهم وفاقتهم بعز جنابه ونشر آمالهم ومهماتهم لديه وعكوفهم في سؤال حوائجهم عليه، سواء كانوا في محنة وبلاء أو في نعمة ورجاء (5)، لا تقطعهم المحن عن الرجوع إليه، ولا تشغلهم النعم عن العكوف عليه.
وفيه اعتراف بسعة جوده وكرمه وإيقان بشمول إحسانه ونعمه، ولذلك ورد في الثناء عليه سبحانه: «يا من لا يبرمه إلحاح الملحين» (6).
وفي خطبة الأشباح لأمير المؤمنين صلوات الله عليه: «إنه الجواد الذي لا يقبضه سؤال السائلين، ولا يبخله إلحاح الملحين» (7) وذلك لعدم تأثر جوده عز وجل بهبة ما

(١) الكافي: ج ٢ ص ٤٧٥ ح ٦.
(٢) الكافي: ج ٢ ص ٤٧٥ ح ٣.
(٣) الكافي: ج ٢ ص ٤٧٥ ح ٥.
(٤) شرح أصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني: ج ١٠ ص ٢١٣.
(٥) «الف» رخاء.
(٦) مصباح المتهجد. ص 719: من الدعاء بعد زيارة عاشوراء.
(7) نهج البلاغة: ص 125 الخطب 91.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 363 365 366 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست