____________________
والتفسير الأول هو قول أهل البيان أن الهلوع تفسيره ما بعده في قوله تعالى:
إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا (1) فكان الهلع سرعة الجزع عند مس المكروه وسرعة المنع عند مس الخير.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: قال لي محمد بن عبد الله بن طاهر: ما الهلع؟ فقلت: قد فسره الله تعالى (2).
قالوا: ومثله قول الشاعر:
الألمعي الذي يظن بك الظن * كأن قد رأى وقد سمعا (3) فإن ما بعد الألمعي وصف له مفسر لمعناه.
وقد حكي عن الأصمعي أنه سئل عن الألمعي فأنشد هذا البيت ولم يزد عليه.
فإن قلت: نض علماء العربية على أن هؤلاء إذا كان بمعنى فاعل لا تلحقه تاء التأنيث بل يستوي فيه المذكر والمؤنث كرجل صبور وشكور بمعنى صابر وشاكر، وامرأة صبور وشكور بمعنى صابرة وشاكرة، فكيف قال: «النفس الجزوعة والرمة الهلوعة» وهي بمعنى الجازعة والهالعة.
قلت: ليست التاء فيهما للتأنيث بل هي للمبالغة في الوصف حتى لو وصف (4) بهما المذكر وقصد زيادة المبالغة لقيل: رجل جزوعة وهلوعة كما قالوا:
رجل ملول وملولة وامرأة ملول وملولة ولو كانت للتأنيث لم تلحق وصف المذكر، وأما حمله على الشذوذ كعدوة فيما لا ينبغي ارتكابه على أنهم قالوا: إن عدوة محمول على صديقة وهو مفقود هنا.
إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا (1) فكان الهلع سرعة الجزع عند مس المكروه وسرعة المنع عند مس الخير.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: قال لي محمد بن عبد الله بن طاهر: ما الهلع؟ فقلت: قد فسره الله تعالى (2).
قالوا: ومثله قول الشاعر:
الألمعي الذي يظن بك الظن * كأن قد رأى وقد سمعا (3) فإن ما بعد الألمعي وصف له مفسر لمعناه.
وقد حكي عن الأصمعي أنه سئل عن الألمعي فأنشد هذا البيت ولم يزد عليه.
فإن قلت: نض علماء العربية على أن هؤلاء إذا كان بمعنى فاعل لا تلحقه تاء التأنيث بل يستوي فيه المذكر والمؤنث كرجل صبور وشكور بمعنى صابر وشاكر، وامرأة صبور وشكور بمعنى صابرة وشاكرة، فكيف قال: «النفس الجزوعة والرمة الهلوعة» وهي بمعنى الجازعة والهالعة.
قلت: ليست التاء فيهما للتأنيث بل هي للمبالغة في الوصف حتى لو وصف (4) بهما المذكر وقصد زيادة المبالغة لقيل: رجل جزوعة وهلوعة كما قالوا:
رجل ملول وملولة وامرأة ملول وملولة ولو كانت للتأنيث لم تلحق وصف المذكر، وأما حمله على الشذوذ كعدوة فيما لا ينبغي ارتكابه على أنهم قالوا: إن عدوة محمول على صديقة وهو مفقود هنا.