____________________
قال الشيخ بيان الحق أبو القاسم محمود بن أبي الحسن النيسابوري: لا يكون خالص الدعاء إلا مع الاعتراف بالذلة والنقص والاضطرار والعجز عقدا ولسانا وهيئة ونصبة، وأنه لا فرج له إلا بسيده ولا خير له إلا من عنده قولا وضميرا فيتردد لسانه بأنواع التضرع والجوار وتتصرف يداه نحو السماء في ضروب من الشكل والحركات.
كما يروى عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه قال: هكذا الرغبة وأبرز بطن راحته إلى السماء، وهكذا الرهبة وجعل ظاهر كفه إلى السماء، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا، وهكذا التبتل ورفع أصابعه مرة ووضعها أخرى، وهكذا الابتهال ومد يديه تلقاء وجهه إلى القبلة وكان لا يبتهل حتى يذري دموعه ويشخص بصره، وهل إخلاص العبادة إلا هذه الأحوال؟ انتهى.
وهذا الحديث عن الصادق عليه السلام رواه ثقة الإسلام في الكافي بتغيير يسير في ألفاظه (1).
وروى في معناه عدة أخبار عنه عليه السلام (2).
ولعل السر في هذه الضروب من الحركات أن الراغب لما كان طالبا ناسب حاله أن يبسط كفيه إلى السماء ليوضع مطلوبه فيهما، والراهب لما كان خائفا ناسب حاله أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء وبطنهما إلى الأرض إشعارا بأنه ألقى نفسه على الأرض تذللا، أو بأنه مع الخوف من التقصير كيف يتوقع أخذ شيء منه تعالى والمتضرع راج، وخائف فناسب أن يحرك أصابعه يمينا وشمالا اشعارا بأنه لا يدري هل هو من أصحاب اليمين أم من أصحاب الشمال، والمتبتل المنقطع إلى الله عمن سواه فيرفع أصابعه مرة ويضعها أخرى إيذانا بأن الروح يجرني إليك والتعلق
كما يروى عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه قال: هكذا الرغبة وأبرز بطن راحته إلى السماء، وهكذا الرهبة وجعل ظاهر كفه إلى السماء، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا، وهكذا التبتل ورفع أصابعه مرة ووضعها أخرى، وهكذا الابتهال ومد يديه تلقاء وجهه إلى القبلة وكان لا يبتهل حتى يذري دموعه ويشخص بصره، وهل إخلاص العبادة إلا هذه الأحوال؟ انتهى.
وهذا الحديث عن الصادق عليه السلام رواه ثقة الإسلام في الكافي بتغيير يسير في ألفاظه (1).
وروى في معناه عدة أخبار عنه عليه السلام (2).
ولعل السر في هذه الضروب من الحركات أن الراغب لما كان طالبا ناسب حاله أن يبسط كفيه إلى السماء ليوضع مطلوبه فيهما، والراهب لما كان خائفا ناسب حاله أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء وبطنهما إلى الأرض إشعارا بأنه ألقى نفسه على الأرض تذللا، أو بأنه مع الخوف من التقصير كيف يتوقع أخذ شيء منه تعالى والمتضرع راج، وخائف فناسب أن يحرك أصابعه يمينا وشمالا اشعارا بأنه لا يدري هل هو من أصحاب اليمين أم من أصحاب الشمال، والمتبتل المنقطع إلى الله عمن سواه فيرفع أصابعه مرة ويضعها أخرى إيذانا بأن الروح يجرني إليك والتعلق