كأنه قال: سألتني فوعدتك فأعطيتك.
فعلى هذا: لو تقدم الشرط الأول في الوقوع على الثاني لم تكن مظاهرة.
وعند بعضهم (1): أنه لا يبالي بذلك، إذ المقصود هو اجتماع الشرطين، وحرف العطف مراد هنا، كما هو مراد في (جاء زيد جاء عمرو)، ولو أنه أتى (بالواو) كان الغرض مطلق الاجتماع.
ويرد: أن التقدير خلاف الأصل، والشروط اللغوية أسباب يلزم من وجودها الوجود، ومن عدمها العدم، بخلاف الشروط العقلية، كالحياة مع العلم، والشرعية، كالطهارة مع الصلاة، والعادية، كنصب السلم مع صعود السطح، فإنه لا يلزم من وجودها وجود شئ، وإن كان التأثير موقوفا عليه، فإنه (2) لا يلزم من الحياة: العلم، ولا من الطهارة: الصلاة، ولا من نصب السلم: الصعود. نعم هي متلازمة في العدم. وإذا كانت الشروط اللغوية أسبابا، فمن ضرورتها التقدم على مسبباتها (3). وظاهر أنه قد جعل الظهار معلقا على الاعطاء، فيجب تقدم الاعطاء عليه، وأنه قد جعل الاعطاء معلقا على الوعد، فيجب تقدم الوعد عليه، وجعل الوعد معلقا على السؤال، فيجب (4) تقدم السؤال عليه، لان شأن الأسباب ذلك، كالدلوك في الصلاة.