ولا تقتلوا أنفسكم، ولا يحل كل شيء نجس لأنه من الخبائث. (1) 25 - وتعرض في الباب الرابع والعشرين للحسبة على الشرابيين، وأراد بذلك صناع أنواع الأشربة المتخذة من العقاقير المختلفة للتداوي بها، وقال:
" تدليس هذا الباب كثير لا يمكن حصر معرفته على التمام، لأن العقاقير والأشربة مختلفة الطبائع والأمزجة، والتداوي على قدر أمزجتها... فالواجب عليهم أن يراقبوا الله - تعالى - في ذلك، فينبغي للمحتسب أن يخوفهم ويعظهم وينذرهم العقوبة و يحذرهم بالتعزير، ويعتبر عليهم أشربتهم وعقاقيرهم في كل وقت على حين غفلة...
أما الأشربة فأسماؤها كثيرة وتزيد على سبعين اسما ونذكر ما اشتهر من أسمائها...
أما المعاجين فكثير أسماؤها وكذلك الأقراص والربوبات واللعوقات و الجوارشيات والحبوب والايارجات والفتائل وما يعمل من المطبوخات ولو ذكرت كل باب من ذلك واستقصيته لطال. " (2) أقول: ففي الحقيقة يراد بالحسبة في هذا الباب والباب التالي الحسبة على أنواع الأدوية المستعملة للتداوي وكيفية صنعها وتركيباتها، وهي أمور سرية خفية غالبا و يكثر فيها التدليس كما ذكر فيحتاج إلى مراقبة كثيرة ودقيقة جدا.
26 - وتعرض في الباب الخامس والعشرين للحسبة على العطارين والشماعين و قال:
" إن هذا الباب من أهم الأشياء التي ينبغي للمحتسب الاعتناء بها والكشف عنها و يجب على المحتسب أن لا يمكن أحدا من بيع العقاقير وأصناف العطر إلا من له معرفة و خبرة وتجربة، ومع ذلك يكون ثقة أمينا في دينه عنده خوف من الله