شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم... " (1) 10 - وبهذا الإسناد عن الرضا (عليه السلام)، قال قلت له: لأي علة أغرق الله - عز وجل - الدنيا كلها في زمن نوح (عليه السلام) وفيهم الأطفال ومن لا ذنب له؟ فقال: ما كان فيهم الأطفال، لأن الله - عز وجل - أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، ما كان الله ليهلك بعذابه من لا ذنب له، وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيبهم لنبي الله نوح (عليه السلام)، وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين، ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شاهد وأتاه. " (2) 11 - وعنه (عليه السلام)، عن آبائه (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الآنك في النار، يعني الرصاص. وما ذاك إلا لما يرى من البلاء والإحداث في دينهم ولا يستطيعون له غيرا. " (3) 12 - وفي حديث سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " لو أن أهل السماوات والأرض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكانوا من أهل النار. " (4) إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في هذا المجال، فتتبع. هذا.
ولا يخفى أن إنكار المنكر بالقلب بعد العلم به وإن كان من لوازم الإيمان قهرا، ولكن المؤاخذة على مجرد الرضا القلبي بالمنكر ربما تنافي ما دل على أن العبد إذا هم بالسيئة لم تكتب عليه (5). وإذا لم يؤاخذ بنية فعل نفسه فكيف يؤاخذ بالرضا بفعل غيره!؟ فتأمل.
فلعل المقصود في هذه الروايات هو الرضا الظاهر في مقام العمل. فإن من سمع ارتكاب غيره للمنكر وجب عليه السعي في نهيه ورفع المنكر أو إظهار البراءة