ويده، فذلك ميت الأحياء.
وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل و لا ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر. " (1) 10 - ومن الروايات الجامعة في هذا الباب أيضا خبر جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
" يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون، حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولامال، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أتم الفرائض وأشرفها.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض. هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار، والصغار في دار الكبار.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم، وتعمر الأرض و ينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر. فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق، أولئك لهم عذاب أليم، هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا و لا مريدين بالظلم ظفرا حتى يفيؤوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته.
قال أبو جعفر (عليه السلام): " أوحى الله إلى شعيب النبي - عليه السلام -: إني لمعذب من قومك مأة ألف: أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم. فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله - عز وجل - اليه: أنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي. " (2)