الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٩٣
معنى من المعاني فالهو هو (1) عبارة (2) عن الاتحاد بين شيئين في الوجود وهما
(1) اي الحمل المتعارف لا الأولى الذاتي س ره.
(2) هذا بحذاء ما قاله القوم ان الاتحاد ملاك الحمل وليس المراد بالحمل هو التصديق فان ما ذكروه موجود في كل من المقدم والتالي في القضية الشرطية وليس هناك تصديقان وهو ظاهر وكذا ليس مرادهم ان الاتحاد تمام ما يتوقف عليه الحمل في القضية الحملية فان الامكان وماهية الانسان متحدان وجودا وكذا السواد والجسم لهما وجود واحد على القول الحق ولا يتم بذلك حمل فلا يقال الانسان امكان والجسم سواد بل لا بد من ضم امر رابط إلى المحمول يربطه بالموضوع وهو الذي يدل عليه المشتق فيقال الانسان ممكن والجسم اسود بل المراد ان الاتحاد عمده ما يتوقف عليه الحمل توضيح المقام ان الوجود كما تقدم ينقسم إلى الوجود في نفسه وفي غيره وينقسم إلى الوجود لنفسه ولغيره واتحاد الماهيتين في الوجود من جميع الجهات يؤدى إلى اتحاد الاثنين وهو محال فلا بد من الاتحاد من وجه والاختلاف من وجه ولا بد ان يكون الاختلاف في الوجود في نفسه والا لم يختلفا وعاد إلى اتحاد الاثنين المحال ولا يبقى للاتحاد الا ما هو بحسب الوجود لنفسه فيعود فرض الحمل إلى فرض مفهومين يجمعهما وجود يتحقق به من كل منهما نفسه المغايرة لنفس الاخر نوعا من المغايرة حقيقة أو اعتبارا لكن أحد المفهومين موجود ناعت للاخر يطرد بوجوده عنه عدما نعتيا كالجسم والسواد حيث إن الوجود الذي يجمعهما يطرد به عدم الجسم عن ماهية الجسم وعدم السواد عن ماهية السواد ثم السواد يطرد بوجوده عن الجسم عدما نعتيا وهو عدم أسوديته وهذا معنى قول المنطقيين ان القضية تنحل إلى عقدين عقد الوضع الذي لا يعتبر فيه الا الذات ولا يقصد من المفهوم الوصفي فيه الا ان يكون عنوانا مشيرا إلى الذات فحسب وعقد الحمل الذي لا يعتبر فيه الا الوصف الناعت للذات وهو الوجود الذي لغيره كما تقدم فهذه حقيقته الحمل ويتبين بذلك أولا ان الحمل بحسب النظر الفلسفي الباحث عن الحقائق الوجودية يتحقق بوجود نفسي هو الموضوع ووجود ناعتي يتضمن الربط إلى الموضوع وهو المحمول ومن هنا يظهر ان اجزاء القضية في الحقيقة موضوع ومحمول وحكم واما النسبة الحكمية التي ذكروها فان كانت فهي من شؤون المحمول لا جزء مستقل من القضية وثانيا ان قولهم الهوهوية والحمل انما يتم بالاتحاد وجودا والاختلاف مفهوما كلام لا يخلو عن مسامحة ما وحقيقة ما تقدم بيانه من الاختلاف بحسب الوجود في نفسه والاتحاد بحسب الوجود لغيره وان شئت فقل بالاختلاف بالذات والوصف والاتحاد في كون الوصف وصفا لتلك الذات وثالثا انه لما كان الحمل انما يتم بتعلق أحد الامرين بالاخر تعلقا ناعتيا وقيامه به نحوا من القيام تنوع الحمل بتنوع هذا التعلق والقيام فمن القيام قيام الشئ بعين نفسه بنوع من العناية العقلية كقيام الانسان بنفس الانسان والحمل المنعقد من ذلك حمل أولى ومن القيام قيام الشئ بعلل وجوده وبالجملة القيام الحاصل بين مرتبتين مختلفتين بالكمال والنقص في الوجود والحمل المتحقق من ذلك حمل الحقيقة والرقيقة ومن القيام قيام العرض بمعروضه أو ما يؤول اليه بنوع من العناية العقلية والحمل الحاصل من ذلك يسمى حملا صناعيا شائعا ورابعا ان الهوهوية بما ذكر من حقيقتها لا تختص بالأذهان بخلاف القضية المشتملة على التصديق فإنها لا تتحقق الا في الذهن ط مد.