بعينه جعل الحيوان لو كان صحيحا يكون المراد منه ان الجنس باعتبار جنسيته وابهامه ليس جعله غير جعل أحد من الفصول واما باعتبار طبيعته من حيث هي فوجوده غير وجود الفصل.
وما قيل (1) من أن الحيوان إذا مات لم يبق جسميته بعينه بعد الموت بل حدث جسمية أخرى غير صحيح كيف ولا بد من مادة باقيه يتوارد عليها الصور والاعراض سواء ا كان جسما بسيطا أو هيولي وتلك المادة هي الجنس القاصي للمركبات بل جسمية الحيوان من حيث جسميتها باقيه بعد موته كما كانت وان زالت عنها حيثية كونها بدنه أو جسما حيوانيا واما ان هويتها قد بطلت وحصلت لها هويه أخرى فهو قريب من مجازفات أصحاب الطفرة والتفكيك واستحالة بقاء الاعراض.
فائدة ربما يقرع سمعك في الكتب ما قد يحكم على الطبايع العامة انه ان وجب تخصصها بأحد الجزئيات فلا يوجد بغيرها وان أمكن فلحوقها (2) به لعله.
فاعلم أن ذلك انما يستصح إذا كانت الطبيعة مما لها صوره في الأعيان اما مثل اللونية للبياض والسواد فلا يقال إن اقتضت التخصص بالبياض لكان كل لون بياضا وان لم يقتض فكون اللون بياضا يكون لعله لان اللونية بما هي لونيه ليست لها صوره في الأعيان متميزة عن مفرقية البصر حتى يشار إليها بكونها كذا أو كذا بل إذا كانت طبيعة كالجسمية أو الهيولى مما لها تحقق في الأعيان فتخصصها بالنارية أو الفلكية أو بعض الهيئات كالحركة والتحيز والاستدارة وغيرها لو كان للجسمية لما صح وجود جسم غير متخصص بتلك الصورة أو الهيئة والا فلا بد هناك من عله زائده على الجسمية فلا مانع من بقاء مادة يتوارد الصور والاعراض عليها