يبرد بالعرض وفعله بالذات استفراغ الصفراء ويتبعه نقصان الحرارة ومن هذا القبيل كون الطبيب فاعلا للصحة وكون مزيل الدعامة عله لسقوط الحائط فان معطى الصحة مبدء اجل من الطبيب ومبدء الانحدار الثقل الطبيعي للسقف وكذا الحكم في إحالة النار ما يجاورها تسخينا وطرح البذر في الأرض والفكر في المقدمات وسائر ما يشبه هذه الأشياء فان هذه ليست عللا بالحقيقة والغلط الذي وقع لهم في عدم وجوب كون العلة مع المعلول حيث وجدوا الابن يبقى بعد الأب والبناء بعد البناء والسخونة بعد النار انما نشا من اخذ ما بالعرض مكان ما بالذات فان البناء حركته عله لحركه لبن ما ثم سكونه عله لسكون ذلك اللبن وانتهاء تلك حركه عله لسكون ذلك اللبن وانتهاء تلك حركه عله لاجتماع مادة وذلك الاجتماع عله لشكل ما ثم انحفاظ ذلك الشكل فمما يوجبه طبيعة اللبن من الثبات على نحو من الاجتماع وكذا الأب عله لحركه المعنى إلى الرحم واما تصويره حيوانا وبقاؤه حيوانا فعلته واهب الصور وكذا النار ليست عله للسخونة بل لان تبطل البرودة المانعة لحصول السخونة واما حصول السخونة في الماء واستحالته إلى النار فبالفاعل الذي يكسو العناصر صورها وسنبرهن ان عله كل جسم امر عقلي بالضرورة وكيف يكون نار عله لوجود نار ولا نار جسمانية أحق بان تكون مقدمه بالعلية من نار أخرى كذلك وبالجملة فكل نوع امكاني متفق الافراد في المعنى النوعي الغير المتفاوت فيها لم يكن لها بد من وجود عله خارجه عن النوع فقد ثبت ان العلل السابقة ليست عللا بالذات فهي معدات ومعينات وبالجملة علل بالعرض فالفاعل بالحقيقة مبدء الوجود ومفيدة كما في عرف الإلهيين واما ما يطلق عليه الفاعل في الطبيعيات مما لا يفيد وجودا غير التحريك فقد دريت ان مثل هذه العلة تكون معده (1) وليست عله بالذات فالجسم لاشتماله على الهيولى
(٢١٣)