على الانسان الثالث وهو الذي في العالم الجسماني الأسفل فإن كان هذا على ما وصفناه قلنا إن في الانسان الجسماني الانسان النفساني والانسان العقلي ولست أعني هو هما لكنه أعني انه متصل بهما وانه صنم لهما وذلك أنه يفعل بعض أفاعيل الانسان العقلي وبعض أفاعيل الانسان النفساني وذلك أن في الانسان الجسماني كلمات الانسان النفساني وكلمات الانسان العقلي فقد جمع الانسان الجسماني كلتا الكلمتين أعني النفساني والعقلي الا انهما فيه قليله ندره لأنه صنم الصنم انتهى كلامه.
ولا منافاة بين ما ذكرناه من أن بعض افراد الناس انسان طبيعي ثم يصير انسانا نفسانيا ثم يصير على سبيل الندرة والشذوذ انسانا عقليا وبين ما ذكره من أن في الانسان الجسماني كلتا الكلمتين ان نظرنا فيما خرج من القوة إلى الفعل وصار مقامه ذلك المقام يعنى مرتبه هويته الوجودية لا الذي هو بعد بالقوة ومن جهة مجرد الارتباط والاتصال وقبول الآثار وحكاية الافعال ومما يجب ان يعلم أن الانسان هاهنا مجموع النفس (1) والبدن وهما مع اختلافهما في المنزلة موجودان بوجود واحد فكأنهما شئ واحد ذو طرفين أحدهما متبدل داثر فان وهو كالفرع والاخر ثابت باق وهو كالأصل وكلما كملت النفس في وجودها صار البدن (2) أصفى والطف وصار أشد اتصالا بالنفس وصار الاتحاد بينهما أقوى وأشد حتى إذا وقع الوجود العقلي صارا شيئا واحدا بلا مغايرة وليس الامر كما