وقوف من لا يحتاج إلى شعوره عليه وبعد الصوت في صلاحية امر الاعلام هي الإشارة (1) الا انه أدل منها لأنها لا ترشد الا من حيث يقع عليه البصر وذلك أيضا من جهة مخصوصة ويحتاج المعلم ان يحرك حدقته إلى جهة مخصوصة حركات كثيره يراعى بها الإشارة ففائدة الإشارة أقل ومؤونتها أكثر واما الصوت فليس كذلك فلا جرم قد تقرر الاصطلاح على التعريف لما في النفس بالعبارة فجعلت الطبيعة للنفس ان يؤلف من الأصوات ما يتوصل به إلى تعريف الغير واما الحيوانات الأخرى فان أغذيتها طبيعية أو قريب منها وملابسها مخلوقه معها كالإهاب والشعر والثقب والكهوف فما كان لها حاجه إلى الكلام ومع ذلك فان لها أصواتا مناسبة لما في بعضها من شوب روية وأعلام يقف بها غيرها على ما في نفوسها وضمائرها ولكن دلالة تلك الأصوات دلالة اجمالية يكفي لأغراضها من طلب ملائم أو دفع منافر واما الأصوات الانسانية فلها دلالة تفصيليه ولعل الأمور التي يحتاج إلى أن يعبر عنها الانسان في أغراضه يكاد ان لا يتناهى فما كان يمكن ان يطبع بإزائها أصوات بلا نهاية فلأجل ذلك ولضرورات أخرى يحتاج إلى وضع الألفاظ والاصطلاح عليها.
ومن خواصه العجيبة استنباط الصنائع العملية الغريبة واما الحيوانات الأخرى وخصوصا الطير في صنائع بيوتها ومساكنها سيما النحل في بنائه البيوت المسدسة فان المسدس أوسع الاشكال بعد الدائرة وأشبهها بالدائرة من جهة ان مساحته يحصل من ضرب نصف قطره في نصف محيطه كالدائرة وانما ترك الاستدارة لان لا يقع خارج البيوت من الفرج فضلا مهملا وكذا المربع لئلا يبقى زوايا ضائعة داخل البيوت فوضعت البيوت على هياه اشكال متراصة شبيهه بشكل صاحب البيت فان النحل مستدير مستطيل ولو كانت مستديرة لم تتراص ولو كانت مضلعة غير المسدسة فاما ان يتراص أيضا كالمخمس والمسبع وغيرهما أو يقع لها الفرج داخلا كحاد الزوايا مثل المثلث والمربع ومع ذلك