في ذلك الوقت نشأ من الخلط بين أحوال النوع ولوازمه وأحوال الشخص وعوارضه وان الأولى لا يمكن أن تكون مستنده إلى استعداد (1) المادة وأحوالها الاتفاقية فان الذي يحصل بمجرد حال المادة وعوارضها لا يكون دائميا ولا أكثريا أيضا بخلاف الذي يقتضيه المبادئ الفاعلية من الأمور المطردة في أشخاص النوع كلها أو أكثرها ومن هذا القبيل وقوف النامية والمولدة مطلقا وعروض الموت الطبيعي كما بيناه فإنها أحوال منشاها أسباب فاعليه مقتضية لأحوال مطردة اما بالذات كالاستكمالات والانتقالات إلى الغايات الذاتية واما بالعرض كالنقصانات اللازمة لبعض القوى بواسطة استكمالات تعرض لبعض أخرى أو انصراف القوة عن فعل لأجل توجهها إلى فعل آخر كالنفس إذا انتقلت إلى نشأة أخرى انصرفت قوتها عن هذه النشأة البدنية فيعرض الموت بالتبع فقوله مزاج السن اقتضى بطلان النامية ليس عندنا كلاما حكميا بل العكس أولى فان اختلاف أحوال الأسنان كالشباب والشيب والموت الطبيعي تابعه لاختلاف أحوال النفس في تقلباتها في الأطوار الذاتية وانتقالاتها في نشئات الطبيعة من بعضها إلى بعض ثم في نشئات الحياة من بعضها إلى بعض ثم في نشئات العقل فللنفس في كل وقت تجوهر آخر يقتضى فعلا آخر يناسبه واستعدادات أيضا كما علمت تابعه لمبادئها والقوة تابعه للفعل فالقول بان المبدء بصفة المبدئية باق والأثر غير موجود انما يصح لأجل عائق خارجي على سبيل الندرة والاتفاق في بعض أشخاص النوع لا في كلها فيمتنع أن تكون النامية موجودة والنمو غير حاصل الا لمانع اتفاقي يقع عن الشذوذ والواقع خلافه فان وقوف النمو والتوليد في سن الشيخوخة امر مطرد في جميع الأشخاص كلها ومنها ان قوله القوى أضيف إليها أفعال لا يصح صدورها الا من واهب الصور الخ بناءا على ما ذهب إليه من انكار الصور الجوهرية وقد علمت وهن قاعدته وبطلان
(٦٨)