إلى الامر المحسوس هناك ولذا قيل الحس الذي في هذا العالم الأدنى لا يشبه الحس الذي في العالم الاعلى فان الحس هناك على المحسوسات التي هناك فلذلك صار بصر هذا الحيوان السفلى متعلقا ببصر الحيوان الاعلى ومتصلا به.
أقول وكذا سمعه بسمعه وشمه بشمه وذوقه بذوقه ولمسه بلمسه كاتصال هذه الأنواع الطبيعية المادية بصورها العقلية الموجودة في العالم الاعلى وفي علم الله الأزلي كما ورد في الحديث النبوي على قائله وآله الصلاة والسلام ان هذه النار غسلت بسبعين ماء ثم أنزلت إشارة إلى أن هذه النار من مراتب تنزلات النار العقلية وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الحواس الباطنية الأخروية يدرك الأمور الغائبة عن هذه الحواس الداثرة حيث قال في الذوق (1) أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني وفي الشم انى لأجد نفس الرحمان من جانب اليمن وفي البصر (2) زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها وفي اللمس وضع الله بكتفي يده فأحس الجلد بردها بين ثديي وفي السمع أطت السماء وحق لها ان تأط ليس فيها (3) موضع قدم الا وفيه ملك ساجد وراكع وبالجملة الانسان العقلي يفيض بنوره على هذا الانسان الطبيعي السفلى بواسطة الانسان النفسي المتوسط بين العقلي والطبيعي.
واعلم أيضا ان اشراق النفس على الصورة الموجودة فيها كاشراق الشمس على الأجسام وغيره بوجه فان مقتضى (4) الأول افاده ذات المرئي الاشراقي ومقتضى الثاني