عالم المواد لا يمكن الا بآلات جسمانية متبائنة متخالفة الوضع لان عالم الجسم عالم التفرقة والانقسام لا يمكن ان يكون جسم واحد مع طبيعة واحده عنصرية مبدء لصفات كثيره كالسمع والبصر وغيرهما من صفات الادراك وهيئات التحريك فعضو واحد لا يمكن ان يكون سمعا وبصرا وجاذبه ودافعه لنقصان وجوده عن جامعية المعاني بخلاف جوهر روحاني بحسب وجوده الجمعي النفساني الروحاني فالذات الواحدة النفسية مبدء لجميع الأفاعيل الصادرة عن قواها المتفرقة المتشتتة في مواضع مختلفه على نعت الاتحاد والجمعية وكذا الذات العقلية بصرافة وحدتها جامعه لجميع الكمالات والمعاني الموجودة في سائر القوى النفسانية والحسية والطبيعية لكن على وجه أشرف وأعلى وعلى وجه يليق بوجودها العقلي كما بيناه مرارا.
فان قلت ما الفرق (4) بين العقل المفارق وبين النفس في هذه الجمعية حيث إن النفس احتاجت في الاتصاف بمعاني القوى من وجود آلات وأعضاء مختلفه ولم يقع الاكتفاء بوجود ذاتها من غير تعدد هذه القوى وموادها المختلفة وأعضائها واما العقل