انكاره للصور والقوى حيث ذهب إلى أن الغاذي والمنمي والمولد في الأجسام النباتية والحيوانية ليست نفوسها وقواها ولا في الانسان نفسه بل جوهر مفارق فانا قد بينا في مواضع ان مباشر التحريكات والاحالات هي الطبائع المتعلقة بالأجسام وقواها وكون المفارق (1) العقلي مبدء للكل وإن كان صحيحا لكن ليست مبدئيته على سبيل المباشرة والمزاولة والفرق بين المعد (2) والمقتضى مما لا يخفى على من أمعن في الأبحاث الحكمية فالقوة النارية في التسخين والماء في التبريد وغيرهما في بابه ليست معدات لما يصدر عنها دائما بل مقتضيات وموجبات وأسباب فاعليه بلا شبهه سيما في ما ينشأ في موادها المنفعلة عنها دائما وكذلك القوى النباتية والحيوانية على ما مر مستقصى في مباحث الصور فالمرجع في توحيد النفس إلى ما ذكرناه
(٦٩)