الامتداد الجسماني الذي شانه الانقسام والانعدام والاضمحلال والسيلان لولا النفوس والطبائع الممسكة إياه عن التفرق والانفصال المعطية له الوحدة والاتصال فان الجسم بما هو جسم في نفسه مع قطع النظر عن المحصلات الصورية المفيدة لها ضربا من الوحدة والرباط كان يستدعى كل جزء الغيبة والفرقة عن صاحبه كما يقتضى وجود صاحبه عدمه وبعده وما لا وحده له في ذاته لا وجود له وكذا الزمان الذي ذاته عين السيلان والانقضاء فاذن معاد هذه الأشياء إلى البوار والهلاك ولا يمكن (1) انتقالها من هذا العالم الذي هو معدن الشرور والظلمات والاعدام إلى تلك الدار التي هي دار القرار ودار الحياة والا لكان اللا قرار قرارا والعدم وجودا والتجدد ثباتا والموت حياه فمال حركه والهيولي والزمان إلى العدم والبطلان وكذا الجسم المستحيل الكائن الفاسد من حيث هو هو فكما ان مبدء مثل هذه الأشياء أمور عدمية من باب الامكان والقصور فان منبع الهيولى هو الامكان ومنبع حركه هو الاستعداد فكذا معادها ومرجعها إلى الزوال والبطلان فان الغايات على نحو المبادئ فكما علمت هذا في الجسمانيات فقس عليه نظائره في النفسانيات (2) فان غاية الجبن والجهل والبلادة وأشباهها إلى الهلاك والبطلان من غير تعذيب وإيلام ان كانت بسيطه غير ممزوجة بشر وجودي وان كانت ممزوجة بعناد واستكبار ونفاق كان مع عذاب شديد وعقاب اليم وقد مر في مباحث العلة والمعلول من
(٢٦٤)