حياه وقبول للاشراقات العقلية الفائضة منه تعالى ويمكن ان يراد بها هذه الأرض بعد قبضها فإنها إذا صارت مقبوضة بأيدي سدنه الملائكة الجاذبة يصير صوره نفسانية قابله لان تجذبها وتقبضها أيدي الرحمان كما قال والأرض جميعا (1) قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه والفرق بين القبض والطي ان القبض يستدعى ان يكون للمقبوض وجود عند يد القابض أشرف من وجوده الذي كان في تلك المرتبة كمادة الغذاء إذا جذبته وقبضته القوة الغاذية فإنها تتبدل صورتها بصوره شبيهه بالمغتذي وهي أشرف واما الطي فيستدعى ان لا يبقى للمطوي وجود وأنانية فقبض الأرض إشارة إلى تبدل صورتها الطبيعية بصوره نفسانية أخروية كما قال تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض وطي السماء إشارة (2) إلى فنائها بنفسها عن نفسها واتحادها بالعقل وهو المشار إليه بيمينه تعالى والعقل الصرف مما قد علمت أنه فان عن نفسه وباق بالحق تعالى.
واعلم أن جميع ما في عالم الآخرة صوره ادراكية ليس لها موضوع أو مادة لا حياه لها كهيوليات هذا العالم وموضوعاتها التي لا حياه لها في ذاتها الا عرضية وارده عليها من غيرها وأدنى موجودات ذلك العالم وهو ارض الآخرة صوره ذات حياه وهي أعلى من سماء هذا العالم كما ورد في الحديث ارض الجنة الكرسي وسقفها عرش الرحمان وكذلك الماء والهواء والنار والشجر والجبال والأبنية والبيوت كلها موجودة بوجود صوري نفساني