تحت الحس فإن كان هذا هكذا قلنا إن الشئ الذي يفعل هذه النار (1) انما هي حياه ما نارية وهي النار الخفية فالنار اذن التي فوق هذه النار في العالم الاعلى هي أحرى أن تكون نارا فان كانت نارا خفيه فلا محاله انها حياه فحياتها ارفع وأشرف من حياه هذه النار لأن هذه النار انما هي صنم لتلك فقد بان وصح ان النار التي في العالم الاعلى هي حية وان تلك الحياة هي القيامة بالحياة على هذه النار وعلى هذه الصفة يكون الماء والهواء هناك أقوى فإنهما هناك حيان كما هي في هذا العالم الا انهما في ذلك العالم أكثر حياه لان تلك الحياة هي التي تفيض على هذين اللذين هاهنا الحياة انتهى.
وقال في الميمر العاشر ان لهذه الأرض حياه ما وكلمه فعاله والدليل على ذلك صورها المختلفة فإنهما (2) تنمو وتنبت الكلأ والجبال والمعادن فإنها نبات ارضى وانما يكون هذه فيها لأجل الكلمة ذات النفس التي فيها فإنها هي التي تفعل فيها وتصور في داخل الأرض هذه الصور وهذه الكلمة هي صوره الأرض التي تنفعل في باطنها كما تفعل الطبيعة في باطن الشجرة فالكلمة الفاعلة في باطن الأرض الشبيهة بطبيعة الشجرة هي ذات نفس لأنها لا يمكن أن تكون ميته وتفعل هذه الأفاعيل العجيبة العظيمة في الأرض فان كانت هذه الأرض التي هي صنم حية فبالحري أن تكون تلك الأرض العقلية حيه أيضا وأن تكون هي الأرض الأولى وتكون هذه أرضا ثانية لتلك شبيهه بها انتهى كلامه وقال الشيخ محى الدين الأعرابي في الباب السابع عشر وثلاثمائة من كتابه المسمى بالفتوحات المكية اعلم أن الحياة في جميع الانسان حياتان حياه عرضية عن سبب وهي الحياة التي نسبناها إلى الأرواح وحياه أخرى ذاتية للأجسام كلها كحياة الأرواح