الأول الفائض على ذلك العالم وذلك العلم محيط بالأشياء كلها الدائمة التي لا تموت ومحيط بجميع العقول والأنفس انتهى كلامه الشريف وفيه ما لا يخفى من التأييد لما نحن فيه.
ومن الشواهد العرشية الدالة على أن لهذه الصور الطبيعية صورا نفسانية هي معادها وباطنها وأخرى عقلية هي معاد معادها وباطن باطنها انا متى أحسسنا بشئ خارجي وقعت له صوره غير صورتها الخارجية في قوانا الحساسة التي هي من جنس الحيوانات المقتصرة على النفس الحساسة فقط فإذا وقعت تلك الصورة في حسنا واستكمل بها الحس حصلت من تلك الصورة صوره أخرى الطف وأشرف منها فتصورت بها قوه خيالنا التي دلت البراهين التي أقمناها مرسومه في هذا الكتاب على تجردها وتجرد ما ارتسم فيها وتمثل لها وكذلك انتقلت من الصورة التي في قوه خيالنا صوره أخرى عقلية إلى قوه عقلنا فلو لا ان بين محسوس كل طبيعة ومتخيلة ومعقولة علاقة ذاتية كما بين حسنا وخيالنا وعقلنا من الرابطة الاتحادية لما كان كذلك وكذلك الامر على عكس ذلك الصعود في سلسله النزول فانا متى تعقلنا صوره عقلية وقعت منها حكاية مثالية مطابقه لها في خيالنا وإذا اشتد وجود الصورة في عالم الخيال انفعلت منه قوه الحس وتمثلت بين يدي الحس صوره (1) في الخارج كما قال تعالى فتمثل لها بشرا سويا ومن هذا القبيل رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوره جبرئيل والملائكة ع في هذا العالم كما سيتضح لك