بحسب الزمان على ما نسبت إليها من مقابلاتها كالبذر على الثمرة والنطفة على الحيوان ولم يعلموا ان المتقدم بالزمان ليس من الأسباب الذاتية للمتأخر المعلول بل من المعدات والمهيئات للمادة ولم يعلموا ان تلك الاعدام والقوى والامكانات لا بد لها من امر صوري وجودي يكون هي متعلقه به قائمه بذاته فإذا تحققت هذه الأصول والمباني ثبت وتبين انه لا بد لكل صوره من هذه الصور العنصرية والجمادية من صوره أخرى كمالية (1) متصلة بها قريبه المنزلة منها قائمه في باطنها غائبة عن حواسنا وليست بعينها العقل الفعال بلا واسطه كما هو عند اتباع المشائيين (2) ولا أيضا عقولا أخرى عرضية من أرباب الأنواع بلا وسائط كما عليه الاشراقيون لما مر من أن الأدنى لا يصدر عن الاعلى الا بتوسط مناسب للطرفين غير متباعد عنهما والا لوقع الاحتياج إلى متوسط آخر بين هذا المتوسط وكل من الطرفين وهكذا إلى انتهى إلى التجاوز في الارتباط وضرب من الاتصال المعنوي في الوجود بين المقوم وما يتقوم به فلكل من هذه الصور الطبيعية صوره غيبية هذه شاهدتها وثانية هذه أوليها وآخره هذه دنياها الا ان منازل الآخرة كمنازل الدنيا متفاوتة في الشرافة والدنائة والعلو والدنو وميعاد الخلائق في الآخرة على حسب مراتبها في الدنيا فالأشرف يعاد إلى الأشرف والأخس إلى الأخس ومتى انتقلت صوره شئ في هذا العالم من خسة إلى شرف ومن نقص إلى كمال كما انتقلت صوره الجماد إلى صوره النبات أو صوره النبات إلى صوره الحيوان تبدلت في معادها إلى معاد ما انتقلت إليه كما إذا الرجل الكافر أسلم أو الرجل الفاسق تاب انتقل معاده الذي كان إلى بعض طبقات الجحيم وأبوابها منه إلى بعض طبقات الجنان وأبوابها على حسب مقامه وحاله في الدنيا فاذن ما من موجود من الموجودات الطبيعية الا وله صوره نفسانية (3) في
(٢٦٠)