مسؤولون (1) فإذا دخلوا الجنة واستقروا فيها ثم دعوا إلى الرؤية (2) ونودوا حشروا في صوره لا تصلح الا للرؤية فإذا عادوا حشروا في صوره تصلح للجنة وفي كل صوره تنسى صورته التي كان عليها ويرجع حكمه إلى حكم الصورة التي انتقل إليها وحشر فيها فإذا دخل (3) سوق الجنة ورأى ما فيه من الصور فأية صوره رآها واستحسنها حشر فيها فلا يزال في الجنة دائما يحشر من صوره إلى صوره إلى ما لا نهاية له ليعلم بذلك الاتساع الإلهي فلا يزال يحشر في الصور دائما يأخذها من سوق الجنة ولا يقبل منها الا ما يناسب صوره التجلي الذي يكون في المستقبل لان تلك الصورة هي كالاستعداد الخاص لذلك التجلي فاعلم هذا فإنه من لباب المعرفة الإلهية ولو تفطنت لعرفت (4) انك الان كذلك تحشر في كل نفس في صوره الحال التي أنت عليها ولكن يحجبك عن ذلك رؤيتك المعهودة وان كنت تحس بانتقالك في أحوالك التي عنها تنصرف في ظاهرك وباطنك ولكن لا تعلم أنها صوره لروحك تدخل فيها في كل آن ويحشر فيها ويبصرها العارفون صورا صحيحه ثابته ظاهره العين فالعارف يقدم قيامته في موطن التكليف الذي يؤول إليها جميع الناس فيزن على نفسه أعماله ويحاسب نفسه هاهنا قبل الانتقال كما حرص الشرع عليه فقال حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ولنا فيه مشهد عظيم عايناه وانتفعنا بهذه المحاسبة انتهت عبارته وانما نقلنا بطوله لما فيها من الفوائد النفيسة وللاتفاق في كثير من وجوه الحشر المذكورة فيها لما ذكرناه وان وقعت المخالفة في البعض لان من عاده الصوفية الاقتصار على مجرد الذوق والوجدان فيما حكموه عليه واما نحن فلا نعتمد كل الاعتماد على ما لا برهان عليه قطعيا ولا نذكره في كتبنا الحكمية.
تذكره فيها تبصره اعلم أيها السالك إلى الله تعالى والراغب في دار كرامته ان هذه الأمور الجسمانية والصور المادية جعلها الله كلها مثالات