ومما يؤيد ما ذكرناه ضربا من التأييد ما قاله الشيخ محى الدين الأعرابي في الباب الرابع والثمانين ومأتين اعلم أن الروح الانساني أوجده الله مدبرا لصورة حسية سواء كان في الدنيا أو في البرزخ أو في الدار الآخرة (1) أو حيث كان فأول صوره لبسها الصورة التي اخذ عليه فيها الميثاق بالاقرار بربوبية الحق عليه ثم إنه حشر من تلك الصورة إلى هذه الصورة الجسمية الدنياوية وحبس بها في رابع شهر من تكون صوره جسده في بطن أمه إلى ساعة موته فإذا مات حشر إلى صوره أخرى من حين موته إلى وقت سؤاله فإذا جاء وقت سؤاله حشر من تلك الصورة إلى صوره جسده (2) الموصوف بالموت فيحيى به ويؤخذ باسماع الناس وابصارهم عن حياته بذلك الروح الا من خصه الله بالكشف من نبي أو ولى ثم يحشر بعد السؤال إلى صوره أخرى في البرزخ يمسك فيها بل تلك الصورة (3) عين البرزخ والنوم والموت في ذلك على السواء إلى نفخه البعث فيبعث من تلك الصورة ويحشر إلى الصورة (4) التي كان فارقها في الدنيا إن كان بقي عليه سؤال فإن لم يكن من أهل ذلك الصنف حشر في الصورة التي يدخل بها الجنة والمسؤول يوم القيامة إذا فرغ من سؤاله حشر إلى الصورة التي يدخل بها الجنة أو النار وأهل النار كلهم
(٢٣٣)