الآخرة (1) عالم تام لا يخرج عنه شئ من جوهره وما هذا شانه لا يكون في مكان كما ليس لمجموع هذا العالم أيضا مكان يمكن ان يقع إليه إشارة وضعية من خارجه أو داخله لان مكان الشئ انما يتقرر بحسب نسبته واضافته إلى ما هو مباين له في وضعه خارج عنه في اضافته وليس في خارج هذه الدار شئ من جنسه والا لم يوجد بتمامه ولا في داخله أيضا ما يكون مفصولا عن جميعه إذا اخذ من هذه الحيثية فلا إشارة حسية إلى هذا العالم عند اخذه تاما كاملا لا من داخله ولا من خارجه فلا يكون له أين ووضع ولهذا المعنى حكم معلم الفلاسفة بان العالم بتمامه لامكان له فقد اتضح ان ما يكون عالما تاما فطلب المكان له باطل والمغالطة نشأت من قياس الجزء على الكل والاشتباه بين الناقص والكامل ثم على سبيل التنزل عن هذا لو سال سائل هل الدار الآخرة مع هذه الدار منتظمتان في سلك واحد والمجموع عالم واحد فحينئذ يكون طلب المكان لهما صحيحا أو كل منهما عالم بتمامه مباين الجوهر والذات للاخر غير منسلك معها
(٢٠٣)