بسم الله الرحمن الرحيم الباب الثامن في إبطال تناسخ النفوس والأرواح ودفع ما تشبث به أصحاب التناسخ وفيه فصول فصل في ابطاله بوجه عرشي اعلم أن هذه المسألة من مزال الاقدام ومزالق الافهام ومنشأها ان الذي ورد في كلام السابقين الأولين من الأولين من الأنبياء الكاملين والأولياء الواصلين يدل بظاهره على ثبوت النقل والتناسخ والذي يحكى عن الأوائل كأفلاطون وسقراط وغيرهما له محمل صحيح عندنا كما سنبين ونحن بفضل الله والهامه علمنا ببرهان قوي على نفى التناسخ مطلقا سواءا كان بطريق النزول أو الصعود وهو ان النفس كما علمت مرارا لها تعلق ذاتي بالبدن والتركيب بينهما تركيب طبيعي اتحادي وان لكل منها مع الاخر حركه ذاتية جوهرية والنفس في أول حدوثها امر بالقوة في كل ما لها من الأحوال وكذا البدن ولها في كل وقت شان آخر من الشؤون الذاتية بإزاء سن الصبا والطفولية والشباب والشيخوخة والهرم وغيرها وهما معا يخرجان من القوة إلى الفعل ودرجات القوة والفعل في كل نفس معينه بإزاء درجات القوة والفعل في بدنها الخاص به ما دام تعلقها البدني وما نفس الا وتخرج من القوة إلى الفعل في مده حياتها الجسمانية ولها بحسب الافعال والأعمال حسنه كانت أو سيئه ضرب من الفعلية والتحصل في الوجوب الوجود سواءا كان في السعادة أو الشقاوة فإذا صارت بالفعل في نوع من الأنواع استحال صيرورتها تارة أخرى في حد القوة المحضة كما استحال صيرورة
(٢)