قال الشيخ في بعض مراسلاته إلى تلميذ التمس منه اعاده تصنيف ضاع منه في بعض الاسفار ثم من هذا (1) المعيد ومن هذا المتفرع من الباطل للحق وعن الدنيا للآخرة وعن الفضول للفضل فقد انشب القدر في مخاليب الغير فما ادرى كيف أتخلص لقد دفعت إلى اعمال لست من رجالها وقد انسلخت من العلم فإنما ألحظه من وراء سجف ثخين مع شكري لله تعالى فإنه على الأحوال المختلفة والأهوال المتضاعفة والاسفار المتداخلة لا يخليني عن وميض يحيى قلبي ويثبت قدمي إياه أحمده على ما ينفع ويضر ويسوء ويسر انتهى أقول فرضنا ان هذه الشواغل العائقة وقعت له على سبيل الجبر والاضطرار من غير اراده منه واختيار فمن الذي صنف في العلوم الجزئية التي هي من قبيل الصناعات والحرف مجلدات أليس الاشتغال الشديد بها والخوض في غمراتها حجابا عن ملاحظة الحق عائقا من ملازمته والعكوف على بابه والاستجلاب لأنوار علمه ومزيد احسانه
(١٢٠)