وكونها رابطة بين الوجودين السابق واللاحق فالمعدوم لا ذات له وإن كان لأنه كان موجودا أولا دون المستأنف فهذا عين النسبة التي يقع النظر في امكانها وكونها منشا الامتياز بينهما وهما متساويان في استحقاق ذلك والكلام في أنه مع فقد الاستمرار الموقع للاثنينية الصرفة كيف يتصور اختصاص أحدهما بالارتباط إلى الموجود السابق.
وليس لاحد ان يقول إن الوجود الذهني للشئ عند الفلاسفة بمنزله ثبوت المعدومات عند المعتزلة في تصحيح الأحكام الثابتة للأشياء المعدومة فليكن هذا المقام من جملتها فالذات وان عدمت في الخارج لكن يستحفظ وحدتها الشخصية بحسب الوجود الذهني في بعض المدارك المرتفعة عن التغير. (1) لأنا نقول قد مر منا ان انحفاظ نحو الوجود والوحدة الشخصية غير متصور مع تبدل الظروف والأوعية (2) انما ذلك شان ماهيات كليه يكون انحاء الوجودات وأطوار التشخصات من لواحقها الخارجة عن معناها وحقيقتها فالموجود في الذهن هويه مكتنفة بالمشخصات الذهنية واتحادها مع الموجود الخارجي ليس في نحو وجوده وتشخصه بل معنى ذلك ان بعد تجريد الماهية المقرونة بالتشخص ولوازمه إذا جردت عنها يكون عين ما يقترن بشخص آخر منها.