ويمكنونها في نفوسهم بحيث لن ينمحي أصلا.
ومع هذه الدواهي والمحن كلها والمصيبة على أهل الدين يدعون انهم بهذه العقول الناقصة والافهام القاصر ينصرون الاسلام ويقوون الدين والى يومنا هذا ما سمعنا يهوديا تاب على يد واحد منهم ولا نصرانيا اسلم ولا مجوسيا آمن بل تراهم بأديانهم إذا نظروا آراء هؤلاء المجادلة أعلق وأونق نعوذ بالله من شرورهم على الدين وافسادهم على المؤمنين.
ومن عجيب الامر أيضا ان بعضا من هؤلاء استدل على امكان الإعادة بما قد سمع من كلام الحكماء الكرام انهم يقولون كل ما قرع سمعك من غرائب عالم الطبيعة فذره في بقعه الامكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان ولعدم تعوده الاجتهاد في العقليات لم يتميز الامكان بمعنى الجواز العقلي الذي مرجعه إلى عدم وضوح الضرورة لاحد الطرفين عند العقل عن الامكان الذاتي الذي هو سلب ضرورة الطرفين عن الشئ بحسب الذات فحكم بان الأصل فيما لم يتبرهن وجوبه أو امتناعه هو الامكان فاثبت بظنه المستوهن ان اعاده المعدوم ممكن ذاتي وتشبث بهذا الظن الخبيث الذي نسجته عنكبوت وهمه كثير ممن تأخر عنه.
فيقال له ولمن تبعه انكم ان أردتم بالأصل في هذا القول ما هو بمعنى الكثير الراجح فكون أكثر ما لم يقم دليل على امتناعه ووجوبه ممكنا غير ظاهر وبعد فرضه غير نافع لجواز كون هذا من جمله الأقل وان أريد به معنى ما لا يعدل عنه الا لدليل على ما هو المستعمل في صناعتي الفقه وأصوله فهو فاسد هاهنا إذ شئ من عناصر العقود ليس أصلا بهذا المعنى بل كل منها مقتضى ماهية الموضوع فما لم يقم عليه البرهان لم يعلم حاله وما قاله الشيخ الرئيس معناه ان ما لا برهان على وجوبه ولا على امتناعه لا ينبغي ان ينكر وجوده ويعتقد امتناعه بل يترك في بقعه الامكان اي الاحتمال العقلي لأنه يعتقد امكانه الذاتي كيف ومن أقواله ان من تعود ان يصدق من غير دليل فقد انسلخ عن الفطرة الانسانية