واعترض على هذا الدليل بانا لا نسلم ان ما يوجد في الوقت الأول يكون مبتدءا البتة وانما يلزم لو لم يكن الوقت معادا أيضا ثم بهذا الكلام أورد على ما يقال لو أعيد الزمان بعينه لزم التسلسل لأنه لا مغائرة بين المبتدء والمعاد بالماهية ولا بالوجود ولا بشئ من العوارض والا لم يكن له اعاده بعينه بل بالسابقية واللاحقية (1) بان هذا في زمان سابق وهذا في زمان لاحق فيكون للزمان زمان فيعاد بعد العدم ويتسلسل.
دفع تحصيلي لا يحتجبن عن فطانتك ان السبق والابتداء واللحوق والانتهاء من المعاني الذاتية لاجزاء الزمان كما ستطلع عليه حيث يحين وقته وبالجملة وقوع كل جزء من اجزاء الزمان حيث يقع من الضروريات الذاتية له لا يتعداه مثلا كون أمس متقدما على غد ذاتي لامس كما أن التأخر عنه جوهري لغد وكذا نسب كل جزء من اجزاء الزمان إلى غيره من بواقي الاجزاء فلو فرض كون يوم الخميس واقعا يوم الجمعة كان من فرض وقوعه يوم الجمعة يوم الخميس أيضا لأنه مقوم له لا يمكن انسلاخه عنه فحينئذ نقول الزمان المبتدء كونه مبتدء ا عن هويته وذاته فإذا فرض كونه معادا لا ينسلخ عن هويته وذاته فيكون حينئذ مع كونه معادا بحسب الفرض مبتدء ا بحسب الحقيقة لأنه من تمام فرضه فلو لم يكن مبتدء ا لم يكن المفروض هو هو بل غيره فانهدم الأساسان وانفسخ الجوابان