ذكر تنبيهي وتعقيب تحصيلي ان رهطا من القوم قد جوزا كون الصفات عدمية مع اتصاف الموصوفات بها في نفس الامر وبين بعض أجلتهم ذلك بقوله ان معنى الاتصاف في نفس الامر أو في الخارج هو ان يكون الموصوف بحسب وجوده في أحدهما بحيث يكون مطابق حمل تلك الصفة عليه وهو مصداقه ولا شك ان هذا المعنى يقتضى وجود ذلك الموصوف في ظرف الاتصاف إذ لو لم يوجد فيه لم يكن هو من حيث ذلك الوجود مطابق الحكم ولا يقتضى وجود الصفة فيه بل يكفي كون الموصوف في ذلك النحو من الوجود بحيث لولا حظه العقل صح له انتزاع تلك الصفة عنه وقس على ما ذكرناه الحال في الاتصاف الذهني فان مصداق الحكم بكليه الانسان هو وجوده في الذهن على وجه خاص يصير مبدء ا لانتزاع العقل الكلية منه ثم الحمل عليه اشتقاقا فمعنى كون الخارج أو الذهن ظرفا للاتصاف هو ان يكون وجود الموصوف في أحدهما منشئا لصحة انتزاع العقل ذلك الاتصاف عنه انتهى كلامه (1) وفيه محل انظار كما لا يخفى.
والحق (2) ان الاتصاف نسبه بين شيئين متغائرين بحسب الوجود في ظرف