أعمى واتصاف السماء بكونها فوق الأرض وغيرهما فما وقع في كتب أهل الفن كالشفاء للشيخ والتحصيل لبهمنيار تلميذه من أن الصفة ان كانت معدومه فكيف يكون المعدوم في نفسه موجودا لشئ فان المعدوم في نفسه مستحيل الوجود لشئ آخر معناه ما ذكرناه فلا يوجب نقضا عليه اتصاف الأشياء بالإضافيات والاعدام والقوى لما دريت من أن لها حظا من الوجود ضعيفا هو شرط اتصاف موصوفاتها بها وبإزاء مرتبه وجودها سلب ورفع لها يمنع عن الاتصاف بها وربما كان حظ الصفة من الوجود أقوى وآكد من حظ الموصوف بها منه وذلك كما في اتصاف الهيولى الأولى بالصورتين الجسمية والطبيعية بل اتصاف كل مادة بالصورة كما ستقف عليه في بابه إن شاء الله تعالى فاعتبار الوجود في جانب الموصوف دون الصفة كما فعله القائل المذكور ليس له وجه بل لاحد ان يعكس الامر في تعميمه حسب ما لم يشترط وجود أحد الطرفين في الاتصاف بان يقول معنى الاتصاف في كل ظرف هو كون الصفة بحيث يكون نحو وجودها فيه منشا الحكم بها على الموصوف أعم من أن يكون بانضمامها به أو بانتزاعه منها ثم يدعى بعد هذا التعميم والتقرير انه لا شك ان هذا المعنى يستلزم وجود الصفة في ظرف الاتصاف دون الموصوف بنحو البيان الذي ذكره.
فقد تحقق ان ما ذكره من الفرق بين طرفي الاتصاف في الثبوت وعدمه سخيف من القول لا يرتضيه ذو تدبر.
تنبيه ولعلك على هدى من فضل ربك في تعرف حال مراتب الأكوان في الكمال والنقص وتحصلات الأشياء في القوة والضعف والمتانة والقصور فعليك ان تدفع بهذا عارا عظيما يتوهم القاصرون عن غايات الانظار وروده على أولياء الحكمة وأئمة العلم وتميط به الأذى عن طريق السلاك الناهجين طريق الحق وهو انهم عرفوا الحكمة بأنها علم بأحوال الموجودات الخارجية على ما هي عليها في الواقع وعدوا من جمله الحكمة معرفه أحوال المعقولات الثانية