النامي الحساس لا يصدق عليه هذا المفهوم بالحمل الشائع وان حمله عليه حملا أوليا فان قلت إذا لم يكن الطبائع النوعية مندرجة تحت المقولات بذواتها في اي نحو كان من الوجود لم يكن المقولة ذاتية لها وصادقه عليها على اي وجه اخذت ولم يكن الاشخاص أيضا مندرجة تحت تلك المقولات على هذا الوجه إذ حقيقة الشئ ليس الا الماهية النوعية له قلت كون موجود مندرجا تحت مقولة يستتبع أمرين (1) أحدهما ان يكون مفهوم تلك المقولة مأخوذا في حقيقته كما يقال السطح كم متصل قار منقسم في جهتين فقط فإنه اعتبر فيه هذه المفهومات اعتبار اجزاء الحد في الحد.
وثانيهما ان يترتب عليه اثره بان يكون باعتبار كميته قابلا للانقسام والمساواة وباعتبار اتصاله ذا اجزاء مفروضه مشتركه في الحدود وباعتبار قراره ذا اجزاء مجتمعه في الوجود.
إذا تمهد هذا فاعلم أن الطبائع النوعية إذا وجدت في الخارج وتشخصت بالتشخصات الخارجية يترتب عليها آثار ذاتياتها لكون شرط ترتب الآثار هو الوجود العيني وإذا وجدت في الذهن من حيث طبيعتها وتشخصت بالتشخصات الظلية يكون تلك الطبائع حامله لمفهومات الذاتيات من غير أن يترتب عليها آثارها إذ الآثار للموجود لا للمفهوم مثلا الحاصل من السطح في الذهن متضمن لمعنى الكم لكن ليس بحيث يترتب فيه آثار الكمية اي ليس الحاصل في الذهن من حيث إنه موجود ذهني وقائم به قابلا للانقسام إلى الاجزاء لذاته بل هو معنى بسيط مجرد بحيث إذا وجد في الخارج يترتب عليه آثار الكمية لذاته ومثل ذلك الحاصل من مفهوم الانسان هو معنى الحيوان الناطق مجملا لكن ليس حيوانا يترتب عليه آثار الحيوانية من الابعاد بالفعل والتحيز والنمو والحس وحركه في الذهن بل يتضمن