نوع من الأنواع الجسمانية فردا في عالم العقل وتلك الافراد أسباب فعاله لسائر الافراد الجسمانية لتلك الأنواع وهي ذوات عناية بها والدليل الدال على أن افراد نوع واحد لا يقبل التشكيك والتفاوت في وجوداتها بحسب التمامية والنقص والتقدم والتأخر على تقدير تماميته وانما يتم بحسب نحو واحد من الوجود وموطن واحد من الكون لا بحسب الوجودين وبحسب الموطنين والحق ان مذهب أفلاطون ومن سبقه من أساطين الحكمة في وجود المثل العقلية للطبائع النوعية الجرمانية في غاية المتانة والاستحكام لا يرد عليه شئ من نقوض المتأخرين وقد حققنا قول هذا العظيم وأشياخه العظام بوجه لا يرد عليه شئ من النقوض والايرادات التي منشاها عدم الوصول إلى مقامهم وفقد الاطلاع على مرامهم كما سنذكره لمن وفق له إن شاء الله تعالى على أن بناء مقاصدهم ومعتمد أقوالهم على السوانح النورية واللوامع القدسية التي لا يعتريها وصمه شك وريب ولا شائبه نقص وعيب لا على مجرد الانظار البحثية التي سيلعب بالمعولين عليها والمعتمدين بها الشكوك يلعن اللاحق منهم فيها للسابق ولم يتصالحوا عليها ويتوافقوا فيها بل كلما دخلت أمه لعنت أختها.
ثم إن أولئك العظماء من كبار الحكماء والأولياء وان لم يذكروا حجه على اثبات تلك المثل النورية واكتفوا فيه بمجرد المشاهدات الصريحة المتكررة التي وقعت لهم فحكوها لغيرهم لكن يحصل للانسان الاعتماد على ما اتفقوا عليه والجزم بما شاهدوه ثم ذكروه وليس لاحد ان يناظرهم فيه كيف وإذا اعتبروا أوضاع الكواكب واعداد الأفلاك بناء ا على ترصد شخص كابرخس أو اشخاص كهو مع غيره بوسيلة الحس المثار للغلط والطغيان فبان يعتبر أقوال فحول الفلسفة المبتنية على ارصادهم العقلية المتكررة التي لا يحتمل الخطاء كان أحرى.