والتأخر وغيرها كما مر بيانه فكما ان الموجود في نفسه من المحسوسات والمعقولات انما هي وجودات مادية أو مجرده ولها ماهيات متحده معها موجوده بوجودها بالعرض فكذا الموجود الرابطي اي المعلوم للقوى الادراكية والمشهود لها والحاضر لديها انما هي الوجودات الحسية أو العقلية اما الحسيات فباستيناف وجودها عن النفس الانسانية ومثولها بين يديها في غير هذا العالم بواسطة مظهر لها كالجليدية والمرآة والخيال وغيرها من غير حلولها فيه واما العقليات فبارتقاء النفس إليها واتصالها بها من غير حلولها في النفس وتلك العقليات في ذاتها شخصية (1) وباعتبار ماهياتها كليه صادقه على كثيرين من اشخاص أصنافها النوعية وحصول الماهيات والمفهومات العقلية ووقوعها مع انحاء الوجودات حصول تبعي ووقوع عكسي وقوع ما يتراءى من الأمثلة في الأشياء الصيقلية الشبيهة بالوجود في الصفاء والبساطة وعدم الاختلاف من غير أن يحكم على تلك الأشباح بأنها في ذاتها جواهر أو اعراض فكما ان ما يتخيل من صوره الانسان في المرآة ليس انسانا موجودا بالحقيقة بل وجوده شبح لوجود الانسان متحقق بتحققه بالعرض فكذلك ما يقع في الذهن من مفهوم الحيوان والنبات وحركه والحرارة وغيرها هي مفهومات تلك الأشياء ومعانيها لا ذواتها وحقائقها ومفهوم كل شئ لا يلزم ان يكون فردا له وبالجملة يحصل للنفس الانسانية حين موافاتها الموجودات الخارجية لأجل صقالتها وتجردها عن المواد صور عقلية وخيالية وحسية كما يحصل في المرآة أشباح تلك الأشياء وخيالاتها
(٢٩١)